دمشق - خاص قدس الإخبارية: كشف المدير التنفيذي لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، فايز أبو عيد خلال حديث مع "شبكة قدس" عن توثيق نحو 50 حالة إفراج عن معتقلين فلسطينيين كانوا قابعين في سجون النظام السوري، منذ بدء معركة "ردع العدوان" في 27 الشهر الماضي، علمًا أن الأعداد التي خرجت من السجون أكبر من العدد المعلن، لكن لم يتسنى حصرها بشكل دقيق إثر حالة الفوضى، وصعوبة الوصول لجميع السجون السورية وتحديد أماكنها.
وتشير إحصائيات المجموعة إلى توثيق 3085 حالة اعتقال موثّقة منذ عام 2011 إبان انطلاق الثورة السورية، من بينهم 127 امرأة، عدا عن وجود مئات الحالات التي قضت تحت تعذيب أجهزة أمن النظام إذ إن نحو 37 امرأة قضين تحت التعذيب في السجون السورية، و135 لاجئًا أعدموا ميدانيًا، و252 طفلًا قضوا بفعل الأحداث التي أعقبت الثورة.
ويقول أبو عيد إن العدد الحقيقي للفلسطينيين المفقودين في السجون السورية يقدر بـ 10 آلاف حيث يجري محاولة توثيق أكبر عدد ممكن الأسماء، وخلال اليومين الماضيين تم توثيق نحو 100 اسم لم يكونوا مدرجين سابقًا، نظرًا لتكتم النظام السوري حول مصير المعتقلين، أو بسبب خوف أهالي المعتقلين من تبليغ الجهات الحقوقية والإعلامية.
ولفت أبو عيد إلى أن وجود نحو 50 معتقلًا تعود أصولهم إلى مدن الضفة الغربية تحديدًا من نابلس، وجنين، وقد كانوا مغيبين منذ نحو 40 عامًا إبان حكم نظام حافظ الأسد، إضافة إلى وجود معتقلين من المخيمات الفلسطينية في لبنان والأردن كانوا في زيارات لسوريا قبل انطلاق الثورة، وكانت التهم الموجّهة لهم الانتماء لتنظيمات معارضة للنظام السوري، وتحديدًا الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
وعانى الفلسطينيون من الاعتقال في غالبية السجون السورية، لكن أكثر هذه السجون تعذيبًا "سجن صيدنايا سيء الصيت والسمعة، وسجن الفرع 251 المعروف بسجن الفرع الخطيب في دمشق، والذي يعدّ من أكثر السجون فظاعة، ويقتل فيه المعتقلون بشكل فظيع عبر الإذابة بمادة الأسيد (حمض الكبريت) المستخدمة في إذابة الجثث لإخفاء آثار الضحايا" بحسب ما يقول أبو عيد.
وأوضح أبو عيد أن شخصيات فلسطينية بارزة ما زال مصيرها مجهولًا تحديدًا من قيادات الفصائل الفلسطينية مثل حركة حماس، إضافة إلى أدباء وكتّاب وصحفيين، وشخصيات مرموقة من المخيمات الفلسطينية السورية، ولم يسجّل حتى اللحظة أي حالة إفراج عن شخصيات سياسية.
وعن سؤال "شبكة قدس" حول واقع المخيمات بعد الأحداث الأخيرة، لفت أبو عيد أن المخيمات شهدت فراغًا أمنيًا كبيرًا. وعلى سبيل المثال في مخيم النيرب (أكبر مخيم في سوريا ويقع في حلب) كان يديره لواء القدس وهو لواء موالٍ للنظام السوري من شخصيات فلسطينية لاجئة، لكن قائد اللواء محمد السعيد فرّ إلى روسيا، ويجري العمل الآن على تشكيل لجان محلية من أبناء المخيمات الفلسطينية لتوفير الحماية لهم بالتنسيق مع الثوّار السوريين كما جرى في مخيم خان دنون في ريف دمشق.
وفي ظلّ اقتصار دور الفصائل الفلسطينية في سوريا خلال الأيام الماضية على تصدير البيانات دون وجود مساعدات ملموسة للاجئين، يقع على عاتق وكالة الأونروا العبء الأكبر في توفير الدعم اللازم للاجئين، خاصّة وأنها قلّصت في وقت سابق من مساعدتها النقدية لهم والتي باتت تصرف كلّ 4 أشهر بشكل غير منتظم، فيما حرم الفلسطينيون من المساعدات الغذائية الأساسية.
وحول المطلوب من أجل إنقاذ أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، أوضح أبو عيد أن على الأونروا تلبية احتياجاتهم بشكل عاجل، أما المستوى الرسمي الفلسطيني من السلطة ومنظمة التحرير، فإنه يجب العمل على رعاية اللاجئين عبر التواصل مع الجهات الرسمية الحكومية الجديدة في سوريا لضمان سلامة اللاجئين وتسوية أوضاعهم خاصّة وأنهم عانوا خلال الفترة السابقة من تهميش وخذلان وعدم اكتراث منظمة التحرير وبعض الفصائل بهم.
وفيما يلي أبرز الأرقام التي تعكس واقع فلسطينيي سوريا منذ أحداث الثورة السورية عام 2011:
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا