ما هي دوافع الحماس الفجائي للطرفين المؤثرَين في المشهد السياسي اللبناني حزب الله وحليفه ورئيس البرلمان وزعيم حركة أمل نبيه بري للخروج مما اصطلح اللبنانيون على تسميته "الشغور الرئاسي"؟ وهل يوجد علاقة بين التمديد للعماد جوزيف عون في منصب قائد الجيش وتحديد موعد لجلسة جديدة لانتخاب رئيس لبناني جديد؟ وهل اسم قائد الجيش مدرج ضمن قائمة المرشحين لخلافة الرئيس السابق ميشال عون الذي لا تربطه به أية قرابة؟
في رده على سؤال حول "دوافع حزب الله وحركة أمل لاستعجال انتخاب رئيس جديد"، أشار المحلل السياسي إبراهيم حيدر في البداية إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة وفرنسا "هو اتفاق كبير لا يمكن إسقاطه أو الإطاحة به من أي طرف حتى مع الخروق الإسرائيلية القائمة"، موضحا أنه كذلك "في معيار الطرفين اللذين كانا في مواجهة الاحتلال أثناء الحرب أي حزب الله وحركة أمل".
وقال إن "التحولات في موقف حزب الله تعود بشكل رئيسي إلى التطورات المتلاحقة التي حصلت في الجنوب اللبناني". وأضاف في هذا الصدد للجزيرة نت أن "مجرد موافقة الحزب ولبنان على اتفاق وقف إطلاق النار يعود في جانب منه إلى البنود المتعلقة بسحب السلاح وتسليم الجيش اللبناني الأمنَ في الجنوب وتطبيق القرار 1701".
وتابع "وبالتالي هناك ضغط دولي ليكون الجيش اللبناني هو الطرف الأساسي أو هو المؤسسة الأساسية التي تسيطر على الأمن والسياسة، وهذا يؤدي في شكل من الأشكال إلى قيام قائد الجيش بدور أساسي في هذا السياق، وهو ليس دورا أمنيا فقط، بل دور سياسي أيضا، وهو سيطرح مجددا انتخابه رئيسا للجمهورية".
ورأى المحلل إبراهيم حيدر أن "هناك موقفا دوليا خصوصا من الأميركيين والفرنسيين يفضل أن يكون قائد الجيش رئيسا للجمهورية، وبالتالي هذا قد يدفع الطرفين الأساسيين إما إلى الموافقة وإما إلى الموافقة بشروط معينة، وهذه الشروط لا تؤدي إلى محاصرتهما، وبالتالي ضرب كل ما يطلعان به من دور على مستوى المؤسسات في لبنان".
أما عن علاقة التمديد لعون في قيادة الجيش بتحديد موعد جلسة انتخاب رئيس جديد، فيقول منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية منير شحادة إن "من سارع لانتخاب رئيس جمهورية هو الغرب متمثلا في أميركا وفرنسا"، مضيفا أنه "لكي لا يُحشر دولة الرئيس نبيه بري فقد أعطى موعدا في يناير/كانون الثاني المقبل لكي يكون بعد انتهاء مهلة انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان".
ووصف شحادة قرار بري بأنه "كان قرارا ذكيا من دولة الرئيس بري حتى لا يبتز الثنائي الشيعي بانتخاب رئيس بسرعة في هذه الفترة وإسرائيل لا تزال تحتل جزءا من لبنان. بمعنى أنه عندما تنسحب إسرائيل نبدأ بانتخاب رئيس".
وعن الأسماء المرشحة لشغل المنصب، قال شحادة للجزيرة نت إن "العماد جوزيف عون من الأسماء القوية المرشحة في هذه الفترة، لكن ذلك يتطلب وفاقا لبنانيا على اسمه لكي ينتخب رئيسا، الموضوع ليس ناضجا حاليا لأن الكل ينتظر انسحاب إسرائيل من لبنان لكي يبنى عليه شيء". وأعرب عن اعتقاده "أنه إذا انسحبت إسرائيل فعلا، وهذا هو المرجح، فسوف يلتقي اللبنانيون جميعا لانتخاب رئيس لا يشكل أي استفزاز لأي فريق في لبنان".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا