"المكوعون".. حالة سورية
عمر زقزوق17/12/2024-|آخر تحديث: 17/12/202411:16 ص (بتوقيت مكة المكرمة)انتشر مصطلح "المكوعون" في سوريا بكثرة بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الحالي وفرار الرئيس المخلوع بشار الأسد إلى روسيا وسيطرة الثوار على العاصمة دمشق، فما قصة هذا المصطلح؟ ولماذا انتشر الآن؟
بداية يستعمل السوريون مصطلح "التكويع" أو "المكوعون" للمتحولين من جهة إلى جهة أخرى معاكسة ومخالفة تماما لما كانوا عليه بحسب الظرف والمنفعة الذاتية، والآن أطلقه السوريون على المؤيدين لنظام الرئيس المخلوع الأسد الذين تحولوا لتأييد الثورة السورية والحكومة الحالية في دمشق بالسرعة القصوى، حتى غدوا منافسين للثوار أنفسهم.
إذ تفاجأ مناصرو الثورة السورية بالتغير الكبير في مواقف مناصري ومؤيدي الأسد، وكيف تبدلت مواقفهم من التمجيد له إلى تعبيرهم عن فرحهم وسعادتهم بذهابه وزوال حكمه وانتقاده حتى إن بعضهم انهال عليه بالشتائم، رغم أنهم كانوا من أشد الداعمين له في حربه ضد الثورة السورية وضد الحاضنة الشعبية لها.
إعلانوتعليقا على التبدل السريع في مواقف مؤيدي الأسد، قال مغردون "أطلق البعض مصطلحا جديدا على مجموعة من الكائنات الحية (المكوعون).. والذي يعني أولئك الذين غيروا اتجاههم 180 درجة".
لكن في الحقيقة هؤلاء الكائنات "هم من أخلص وأصدق الكائنات الحية على الإطلاق لأن موقفهم ثابت لا يتغير مهما تغيرت حولهم الأحداث، فهم يرفعون لافتة واضحة لكل الناس (أهلا بالرئيس الجديد.. نبايعك للأبد).. وهذه اللافتة صالحة للاستخدام في كل زمان ومكان".
وكتب آخرون قائلين "المكوّعون، مصطلح رائع من اللهجة الشامية، يطلق على المتحولين بسرعة الصوت من طرف كان قائما فسقط إلى طرف كان مطاردا وملاحقا فتمكّن، "المكوع" فاشل في هذا الزمان الذي يسجل تفاصيل المواقف لكل فرد".
وعن خداع بشار الأسد لداعميه ومؤيديه، وجه ناشطون رسالة إلى هؤلاء بالقول إلى "المكوّعون"، من السوريين والعرب، "تتفقون على عبارة "كنّا مخدوعين". إن كان شخص غبي مثل بشار الأسد خدعك، فأنت أشد غباء، فبشار الأسد لم يخدعكم.. أصلا لم تكن لديه لغة عربية مفهومة ليدافع بها عن نفسه، فبأي لغة خدعكم؟ بشار الأسد لم يخدعكم سوى بهروبه السريع الذي لم يتح لكم ركوب خطّ الرجعة.. فخطّ ذهابكم كان أطول من ليل مجزرة".
إعلانوأضاف آخرون يتحجج "المكوعون" والرماديون والمؤيدون السابقون بعدم معرفتهم وسماعهم بسجن صيدنايا وسجون أخرى كتدمر وغيرها الكثير. منذ نعومة أظفارنا سمعنا بهذه الأماكن اللعينة والقصص الشفاهية التي رواها المعتقلون السابقون، لكنّهم لا يملكون شجاعة الاعتذار عن صمتهم وتأييدهم لنظام الأسد الساقط.