قطاع غزة - قدس الإخبارية: على مدار 80 يوماً، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 4800 فلسطيني، وأصاب الآلاف خلال عمليات التطهير العرقي والإبادة المستمرة في شمال قطاع غزة، فيما يصعد الاحتلال من جرائمه منذ صباح اليوم، بعد أن أحكم الحصار على مستفشى كمال عدوان، وأجبر الجرحى والمرضى على الخروج منه.
وبعد ساعاتٍ من حصار، قام جيش الاحتلال بإخلاء المستشفى واقتحامه وحرق أجزاء منه، وأطلقوا التهديدات لمدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية.
ويشهد المشفى منذ ساعات الفجر، قصف جوي عنيف ومكثف سبق التوغل والاقتحام المباشر، وبعد جيش الاحتلال اقتحام المشفى وتمركز في ساحته ومحيطه ثم أجبر كافة المتواجدين بداخله على الخروج.
وأحرق جيش الاحتلال أقساماً في المستشفى ومحيطه ولا تزال النيران مشتعلة وتمتد بداخله، فيما أجبر جيش الاحتلال الطواقم الطبية والمرضى والجرحى على الخروج باتجاه مدرسة الفاخورة ويجري تحقيقاً ميدانياً، وهدد باعتقال مدير المشفى الدكتور حسام أبو صفية، فيما أفادت مصادر محلية أن الاتصال منقطع بشكل كامل مع الأهالي بعد خروجهم من المشفى.
وفي 5 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اجتاح جيش الاحتلال شمال قطاع غزة للمرة الثالثة، وبدأ بعملية تطهير عرقي واسعة النطاق.
وفي أعقاب ذلك، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة؛ إن "هذه الجرائم تتركز في الأحياء السكنية والأبراج والمربعات السكنية بشكل واضح، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في شمال قطاع غزة.
وأكد أن "عدد الضحايا بلغ على مدار 80 يوما من العدوان المتواصل ضد محافظة شمال قطاع غزة، أكثر من 4800 شهيد ومفقود، وأكثر من 12500 مصاب، وأكثر من 1900 معتقل".
وشدد على أن "هذا العدوان الإسرائيلي المستمر يستهدف البشر والحجر، ويدمر البنية التحتية، ويقضي على مقومات الحياة الأساسية، بما في ذلك المستشفيات، والمدارس، والمنازل، والمرافق الحيوية".
وأدان الثوابتة "هذا التصعيد الإجرامي، الذي يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية كافة، ويمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، الذي يقف عاجزا عن اتخاذ خطوات حقيقية وملموسة لوقف هذه المجازر المستمرة بحق المدنيين العزل".
وأوضح أن "الصمت الدولي والتقاعس عن تحمل المسؤولية إزاء هذه الجرائم، أصبح دعما ضمنيا للمحتل، وتشجيعا له على مواصلة عدوانه"، مطالبا "المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، وجميع الأطراف ذات الصلة، بالتحرك العاجل والفوري لإيقاف هذه الحرب الشعواء، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد الإنسانية".
وأكد مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن "أهداف الاحتلال الإسرائيلي من الحرب على قطاع غزة لن تنجح، وفي مقدمتها مخطط التهجير القسري ضد الشعب الفلسطيني".
ومساء أمس الخميس، نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف ضخمة لما تبقى من مبان في شمال القطاع، في حين سُمعت أصوات الانفجارات في الضفة الغربية ووسط الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى كمال عدوان شمال غزة إحدى الخطوات الأخيرة لتدمير النظام الصحي كليًّا وفرض ظروف معيشية مميتة تؤدي إلى هلاك الفلسطينيين ضمن جريمة الإبادة الجماعية.
وقال المرصد إن قوات الاحتلال حاصرت المشفى نحو الساعة السابعة صباح اليوم وطلبت من مديره الطبيب "حسام أبو صفية" تجميع المرضى والمصابين والطواقم الطبية في ساحته خلال 15 دقيقة قبل أن ينقطع الاتصال بمن في المشفى.
وأكد المرصد وجود نحو 350 فلسطيني بينهم 75 جريحاً ومريضاً بالإضافة إلى مرافقيهم و180 من الكادر الطبي والعاملين في الأقسام.
وأضاف أن الاقتحام جاء بعد تكرار استهداف المستشفى ومحيطه على مدار الأسابيع الماضية والتي بلغت ذروتها أمس بتفجير العديد من الصناديق المفخخة في محيطه واستشهاد 5 من طواقمه.
وأفاد المرصد أن قوات الاحتلال شنت هذا الشهر أكثر من 37 اعتداءً مباشرًا على المستشفى، فيما طالبت قوات الاحتلال بإخلاء المستشفى عديد المرات منذ بدء التوغل الثالث شمال غزة في 5 تشرين أول/أكتوبر الماضي وحين رفضت الطواقم الطبية لجأت إلى قصفه بشكل متكرر. وأكد المصرد أن الاعتداء المتكرر على المستشفيات واقتحامها وقتل طواقمها والمرضى فيها يشكل وصمة عار على الإنسانية ويعكس فشل المنظمات الدولية في تحمل مسؤولياتها.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا