غزة - قدس الإخبارية: أظهرت الصورة الأخيرة للدكتور حسام أبو صفية التقطها المصور مهند المقيد، الدكتور أبو صفية وهو يمشي بثوبه الأبيض وسط ركام مستشفى كمال عدوان الذي أحرقته آلة الحرب الإسرائيلية، وفي وجهه دبابات الاحتلال.
أبو صفية الذي واصل مع فريقه الطبي المكون من طبيب آخر وعدد قليل من الممرضين أداء واجبهم الإنساني، رافضين الانصياع لأوامر جيش الاحتلال المتكررة لإخلاء مباني المستشفى ومغادرة شمال قطاع غزة، معتقل في سجون الاحتلال، ولا معلومات عن حالته.
الطبيب اللاجئ
ولد حسام إدريس أبو صفية، المعروف بكنيته "أبو إلياس"، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1973 في مخيم جباليا بمحافظة شمال قطاع غزة، وهو من عائلة هُجّرت عام 1948 من بلدة حمامة في قضاء عسقلان. حصل على درجة الماجستير وشهادة البورد الفلسطيني في طب الأطفال وحديثي الولادة، وعمل مديرًا لمستشفى كمال عدوان الواقع شمال قطاع غزة.
أبو صفية برز كأحد القادة الرئيسيين في المجال الطبي في قطاع غزة، حيث كان يدير واحدة من الفرق الطبية الرئيسية في المنطقة، ومارس عمله حتى اليوم الأخير على مدار 14 شهرًا.
أسيرًا.. أبًا حزينًا.. مصابًا .. فأسيرًا مرة أخرى
في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2024، فرض جيش الاحتلال حصارًا خانقًا على محافظة شمال قطاع غزة، منع خلاله دخول الطعام والماء، وشن غارات جوية وقصفًا متواصلًا، مما أسفر عن مجازر بحق المدنيين في المنطقة.
لاحقًا، في 25 أكتوبر/تشرين الثاني 2024، اقتحمت قوات جيش الاحتلال مستشفى كمال عدوان، اعتقلت مديره حسام أبو صفية مع مئات المصابين والطواقم الطبية.
وبعد إطلاق سراحه، تلقى أبو صفية خبر استشهاد ابنه إلياس في غارة إسرائيلية، وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصيب بست شظايا اخترقت منطقة الفخذ أثناء خروجه من غرفة العمليات، مما تسبب في تمزق الأوردة والشرايين.
في 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان مرة أخرى واعتقلت أبو صفية. انتشرت صورة له قبل اعتقاله وهو يمشي وسط ركام المستشفى الذي أحرقه الجيش الإسرائيلي، وأمامه دبابات الاحتلال.
واتهم المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، منير البرش، الاحتلال بخداع الطاقم الطبي، مدعيًا أنه سينقلهم إلى المستشفى الإندونيسي لكنه بدلاً من ذلك اقتادهم إلى مكان آخر واعتقلهم.
كما أكد أن أبو صفية تعرّض لضرب مبرح بالهراوات والعصي من قبل قوات الاحتلال التي أجبرته على خلع ملابسه وألبسته لباس المعتقلين، واستخدمته كدرع بشري.
مع انتشار صورتهـ، يغرد أحدهم: " هكذا هم رجال غزة، اغتالوا ابنه وأصابوه وقصفوا مستشفاه وأحرقوه فلم يبرح المستشفى وعاد لمزاولة عمله في إنقاذ المرضى والجرحى، وها هو في المشهد الأخير قبل اعتقاله يمضي متسلحا بمعطفه الأبيض نحو دبابة مصفحة ومدججة بأحدث أسلحة الفتك والقتل، إنه الدكتور حسام أبو صفية جبل صمود آخر في غزة."
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا