ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: اعتبر داني سيترينوفيتش، الباحث في برنامج إيران بمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي خدم لمدة 25 عامًا في وحدات جمع المعلومات والبحث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، أن الاحتلال الإسرائيلي يعتمد بشكل كامل في هجماته ضد جماعة "أنصار الله" في اليمن على سلاح الجو.
ورغم أن هذه العمليات كانت ناجحة على المستوى العملياتي، إلا أنها لم تُغير الواقع بشكل جوهري، إذ استمرت هجمات أنصار الله على الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى إغلاق ميناء إيلات بشكل كامل، بحسب الباحث الأمني
وأوضح سيترينوفيتش أنه مؤخرًا، يبدو أن أنصار الله قد انتقلوا إلى مرحلة جديدة في حملتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث يحاولون الآن استنزاف "الإسرائيليين" عن طريق إطلاق الصواريخ على تل أبيب الكبرى تقريبًا كل ليلة. وحتى إذا تم اعتراض هذه الصواريخ، فإنها "تؤدي الغرض"، إذ إنها تضغط على "الإسرائيليين" الذين يخشون سقوط حطام الصواريخ عند اعتراضها.
وأشار الباحث الأمني "الإسرائيلي" إلى أنه بسبب عدم فعالية الرد الاحتلال الإسرائيلي على أنصار الله، بدأت أصوات قوية داخل النظام الأمني للاحتلال الإسرائيلي تدعو إلى ضرب إيران مباشرة لوقف إطلاق الصواريخ من اليمن. ويستند هذا الرأي إلى حقيقة أنه بعد تراجع قوة حزب الله نتيجة الهجمات الإسرائيلية، أصبح من الأسهل على الاحتلال الإسرائيلي التعامل مع إيران في ظل تضرر قدراتها الدفاعية وصواريخها، وأيضا تضرر قوة حزب الله.
ووفقًا لسيترينوفيتش، رغم أنه من السهل على الاحتلال الإسرائيلي القيام بعمليات علنية ضد إيران، فإن السؤال يبقى: هل سيغير هذا الحساب الاستراتيجي لأنصار الله؟ وتابع قائلاً إن علاقة إيران مع أنصار الله ليست علاقة "الراعي بالتابع"، بل يتعامل أنصار الله باستقلالية، ولا يأخذون دائمًا في اعتبارهم المصالح الإيرانية. على سبيل المثال، عندما هددت الحكومة الأمريكية إيران بالضغط على أنصار الله لوقف إطلاق النار ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر، لم يتغير شيء.
وبحسبه، من الصعب بل شبه مستحيل تشكيل "معادلة ردع" ضد أنصار الله، الذين ليس لديهم ما يخسرونه. إذ إن استمرارهم في مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة يعزز قوتهم أمام الشعب اليمني وشعوب المنطقة. ولذلك، يبدو أن استمرار نمط العمليات الحالية للاحتلال الإسرائيلي في اليمن، أو حتى الهجوم المباشر ضد إيران، لن يُغير بشكل جوهري واقع العلاقة بين الاحتلال الإسرائيلي وأنصار الله.
"كما أن الهجوم الاحتلال الإسرائيلي على إيران من المرجح أن يدفع القيادة الإيرانية للرد على الاحتلال الإسرائيلي، مما قد يؤدي إلى تصعيد الصراع في المنطقة، وهو ما لا يريده الأمريكيون الآن وحتى في عهد دونالد ترامب"، يصف سيترينوفيتش.
وأكد أن على الاحتلال اجتراح سياسة جديدة مع أنصار الله، تستند إلى عدة مبادئ أساسية، ومنها:
وقال سيترينوفيتش إن قضية أنصار الله ليست فقط تحديًا للاحتلال الإسرائيلي، بل هي تحدٍ لدول المنطقة والمجتمع الدولي بأسره، خاصة بسبب تأثيرها على حركة الملاحة في مضيق باب المندب. ولذلك، من المهم أن يعتمد الاحتلال الإسرائيلي على التحالف الدولي، جنبًا إلى جنب مع أنشطته، للوصول إلى اتفاق مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب بشأن زيادة نشاط التحالف ضد أنصار الله.
وفي المستقبل، يوصى سيترينوفيتش أنه "حتى إذا انتهت المعركة في غزة وتوقف أنصار الله عن إطلاق الصواريخ مؤقتًا، فإنه لا مفر من الإطاحة بنظامهم في اليمن. ورغم أن هذه المهمة ستكون صعبة، إلا أن هناك قوى محلية في جنوب اليمن تدعمها السعودية والإمارات قادرة على تولي المسؤولية."
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا