Skip to main content

صواريخ من شمال قطاع غزة.. هكذا كذبت المقاومة مزاعم الاحتلال

30 كانون الأول 2024
https://qudsn.co/photo_6024036196847568185_y

خاص - شبكة قدس الإخباريةأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم السبت الماضي، عن رصده إطلاق صاروخين من شمال قطاع غزة نحو مناطق القدس المحتلة. وقال الجيش في بيان له: "في متابعة للإنذارات التي أُطلقت في الساعة 16:14 في مناطق القدس المحتلة، وغرب النقب والسهل الساحلي، تم رصد إطلاق قذيفتين عبرتا من شمال قطاع غزة". وزعم الجيش أنه "تمت محاولات لاعتراض المقذوفين، والتفاصيل قيد الفحص". كما عثرت قوات الاحتلال على أجزاء من الصواريخ التي أُطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه القدس المحتلة. وقال مراسل إذاعة جيش الاحتلال: "المدهش في إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه القدس هو أن المنطقة التي أُطلقت منها الصواريخ ليست وسط القطاع أو خان يونس، كما هو معتاد من قبل حماس، بل من بيت حانون، حيث يعمل جيش الاحتلال منذ عام كامل، وقد خاض في هذه المنطقة عمليات برية متواصلة". وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الاثنين، مسؤوليتها عن استهداف القدس المحتلة بالصواريخ، مشيرة إلى أن الإعلان جاء بعد التنسيق مع مجموعاتها العاملة في الميدان. ويوم أمس الأحد، أفادت وسائل إعلام عبرية بإطلاق 4 صواريخ من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة باتجاه مستوطنة "سديروت". ومساء اليوم الإثنين، تكرر نفس الحدث، حيث أعلن جيش الاحتلال عن رصد إطلاق صاروخين من بيت حانون باتجاه مستوطنات "غلاف غزة"، مما أثار ردود فعل واسعة بين الاستغراب والتساؤل في مؤسسات الاحتلال الأمنية والعسكرية.

 

شمال القطاع وعقدة بيت حانون

تأتي عمليات إطلاق الصواريخ من شمال قطاع غزة في وقت زعمت فيه حكومة الاحتلال مرارًا وتكرارًا تفكيك قدرات فصائل المقاومة في الشمال بشكل كامل، وذلك بعد أن بدأ جيش الاحتلال حملته المسعورة في هذه المنطقة منذ بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ورغم ذلك، تعرض جيش الاحتلال لمواجهات عنيفة أسفرت عن مقتل 39 جنديًا في صفوفه، ولا تزال عمليات المقاومة مستمرة. من جانبها، ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن هناك سببًا وجيهًا لعودة جيش الاحتلال لأكثر من عشر مرات إلى مدينة بيت حانون شمالي قطاع غزة، رغم أنها كانت أول مدينة يدخلها منذ 7 أكتوبر 2023. وأشارت إلى أن "بيت حانون تعد من المناطق الأكثر استراتيجية في قطاع غزة، حيث تقع في الزاوية الشمالية الشرقية، وهي قريبة جدًا من سديروت، كما أنها تهيمن على المدينة وعلى خط السكة الحديد المؤدي إلى مستوطنتي نتيفوت وأوفاكيم". وأكدت الصحيفة أن "التهديد القادم من بيت حانون هو السبب في توقف القطار عن العمل، حيث أن هذه المدينة قريبة جدًا من المناطق المحتلة، مما يسمح بإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف هاون، وحتى أسلحة رشاشة". وأشارت إلى أن "هذه هي العملية العاشرة أو أكثر التي يقوم بها جيش الاحتلال في المنطقة، وعلى الرغم من ذلك، فإن بيت حانون تبقى المكان الأول الذي دخلته قوات الاحتلال في العملية البرية في أكتوبر 2023". وأعلن جيش الاحتلال مساء اليوم الإثنين عن مقتل الجندي "أوريئيل بيرتس" من كتيبة "نيتساه يهودا" وإصابة 8 جنود آخرين بينهم 3 بحالة خطيرة في معارك شمال قطاع غزة. وكشفت إذاعة جيش الاحتلال عن تفاصيل الكمين الذي تعرض له الجنود، حيث استهدفتهم عناصر من كتائب القسام بقذيفة مضادة للدروع أثناء تحصنهم في مبنى في بيت حانون.

 

الصواريخ.. معضلة أمنية لا تنتهي

لطالما شكلت صواريخ المقاومة التحدي العسكري الأكبر للاحتلال خلال العقد الأخير، حيث اعتُبرت التهديد الأول لعمق الاحتلال الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

ومنذ عام 2004، أصبحت صواريخ المقاومة مصدر قلق أمني رئيسي، وقد وصل مدى الصواريخ في البداية إلى مستوطنة "سديروت"، بينما تعمقت أزمة الاحتلال مع تطور المنظومة الصاروخية للمقاومة، حتى أصبح إنهاء وجودها هدفًا رئيسيًا للاحتلال خلال حرب الإبادة المستمرة. وخلال الحروب السابقة على قطاع غزة، سعى الاحتلال جاهدًا للقضاء على المنظومة الصاروخية التي بنتها فصائل المقاومة، دون أن يحقق نجاحًا. من محاولات اختراق الشبكات، إلى استهداف ورش التصنيع، وصولًا إلى الحرب المستمرة منذ 14 شهرًا، لم يتمكن جيش الاحتلال من حسم المعركة مع صواريخ المقاومة أو تأمين عمقه الاستيطاني من تهديداتها. وقالت القناة 12 العبرية إن الفصائل الفلسطينية أطلقت 12 صاروخًا نحو منطقة "غلاف غزة" والقدس المحتلة منذ يوم الجمعة الماضي. في حين أكدت القناة 13 العبرية أن تقديرات جيش الاحتلال تشير إلى أن حماس تمتلك المزيد من الصواريخ القادرة على الوصول إلى تل أبيب والقدس. وأكد موقع "والا" العبري نقلاً عن مصادر في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال أن المقاومة في قطاع غزة تبذل جهودًا لترميم قدراتها الصاروخية.

وعلى الرغم من تكثيف جيش الاحتلال دعائمه الإعلامية بشأن السيطرة على قطاع غزة وهزيمة المقاومة، فإن مختلف الفصائل لا تزال تستهدف محور "نتساريم" بمنظومة الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون، التي أصبحت جزءًا من النشاط اليومي للمقاومة ضد قوات الاحتلال. يبقى التحدي الأكبر هو إطلاق الصواريخ من المناطق التي تتمركز فيها قوات الاحتلال، لتصل إلى عمق فلسطين المحتلة، مما يضع منظومات الاحتلال الدفاعية والدعائية في سباق محموم مع واقع ترفض المقاومة التخلي عنه.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا