Skip to main content

في أعقاب خروقات الاحتلال وتصريحات حزب الله.. ما الذي ينتظر الجبهة اللبنانية؟

31 كانون الأول 2024
https://qudsn.co/photo_6026287996661253621_y

خاص - شبكة قدس الإخبارية: منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال في 27 تشرين ثاني/نوفمبر الماضي، يشهد جنوب لبنان تحركات واسعة لجيش الاحتلال الذي استمر بالانتشار في القرى اللبنانية الحدودية، وارتكابه لخروقات عديدة لبنود الاتفاق.

وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أعلنت في بيان لها قبل أيام، أنها قدمت بواسطة بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك شكوى إلى مجلس الأمن الدولي أكدت فيها أن "الخروقات الإسرائيلية تمثل تهديدا خطيرا للجهود الدولية الرامية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، مشيرة إلى أن عدد الخروق الإسرائيلية بلغ 816 اعتداء بريا وجويا في الفترة بين 27 تشرين أول/نوفمبر و22 كانون أول/ديسمبر".

وأدت هذه الخروقات لاستشهاد 32 لبناني وإصابة العشرات، جراء الغارات وإطلاق نارٍ من آليات الاحتلال المتنشرة، فيما شملت هذه الخروقات عمليات نسف وهدم للمنازل اللبنانية والتي كان آخرها يوم أمس في بلدتي مركبا ورب الثلاثين في الجنوب اللبناني.

من جانبها قالت قوات اليونفيل في بيانٍ لها صدر قبل أيام، إنها تتباع بقلق بالغ الأضرار المستمرة التي تلحقها قوات الاحتلال الإسرائيلي بالمناطق السكنية والأراضي الزراعية وشبكات الطرق في الجنوب اللبناني، وهو ما يعد انتهاكا للقرار 1071.

 

دراسات للبقاء

أكدت وسائل إعلامٍ عبرية على مدار الأيام الماضية، أن الاحتلال يدرس البقاء في جنوب لبنان لمدة تتجاوز الـ 60 يوما المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.

وأفادت صحيفة "يسرائيل هايوم" أن حكومة الاحتلال تدرس استمرار تمركز الجيش في بعض نقاط السيطرة بجنوب لبنان، حتى بعد مرور الـ60 يوماً المنصوص عليها في الاتفاق، كموعد من المفترض أن يكمل فيه جيش الاحتلال انسحابه من لبنان إلى خط الحدود الدولية.

وبينت الصحيفة، أن "إمكانية الإبقاء على وجود إسرائيلي عسكري في جنوب لبنان، طرحت في الأيام الأخيرة في عدة مناقشات، جرت على أعلى المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية".

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد قالت إن جيش الاحتلال يخطط لاحتمال البقاء في جنوبي لبنان بعد فترة الـ60 يوما المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في جيش الاحتلال أنه يعتزم البقاء بعد انقضاء فترة الشهرين في 27 يناير/كانون الثاني المقبل إن لم يتمكن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته المضمنة في الاتفاق ببسط سيطرته على كامل الجنوب.

وأضافت المصادر أنه في هذه الحالة ستبقى قوات الاحتلال في المناطق التي تسيطر عليها حالياً حتى يكمل الجيش اللبناني انتشاره.

وبحسب "هآرتس"، فإن جيش الاحتلال متواجد حاليا في كل القرى اللبنانية القريبة من السياج الحدودي، وباشر وضع البنية التحتية لإقامة نقاط عسكرية في المنطقة الغازلة.

 

المصير المنتظر بعد انقضاء الـ60 يوم

في أعقاب ذلك، أكد نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله، محمود قماطي، على جاهزية المقاومة واستعدادها لمواجهة أي تطورات قد تقع بعد انتهاء الفترة المتفق عليها للصبر، والتي حددها بـ60 يومًا.

وأوضح قماطي أنه "في اليوم الـ61 سيتغير الموضوع وستتحول القوات الإسرائيلية الموجودة من قوات قيد الانسحاب إلى قوات احتلال وسنتعامل معها على هذا الأساس، وليفهم الأمريكي والإسرائيلي ذلك." وأضاف قماطي، خلال مقابلة مع قناة المنار، "المقاومة حاضرة وجاهزة وقوية، ومستعدة لكل الاحتمالات،" مشددًا على أن الخطوط الحمراء للمقاومة لن يتم السماح بخرقها، وموجهًا رسالته إلى الولايات المتحدة وفرنسا بضرورة فهم هذه النقطة.

وفي سياق متصل، أشار إلى أن الولايات المتحدة قد "هرولت لوقف الحرب بعد أن أصيب العدو الإسرائيلي إصابة قاتلة،" مؤكدًا على أن مخزون المقاومة الصاروخي وكل قدراتها لا تزال موجودة وأن المقاومة بقيت تطلق الصواريخ حتى آخر لحظة من الحرب. وتطرق قماطي إلى الدعم الشعبي الذي تتلقاه المقاومة، مشيرًا إلى أن البيئة الشعبية في جنوب لبنان، التي عادت إلى قراها، تطالب الآن بالرد على الخروقات الإسرائيلية. 

 وأكد على أن الاتفاق يجب أن يكون ملتزمًا به من الجميع أو لا يكون هناك التزام من أي طرف. وأكمل تصريحاته بالقول: "بيئتنا تطالبنا بالتحرك ومستحيل أن نسمح باحتلال الأراضي وبناء المستوطنات عليها ودون ذلك الدماء"، فماذا بعد الـ60 يوماً؟

 

خيرات حزب الله.. بين المواجهة والترتيب

في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية"، قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات، إن مستقبل الأوضاع في لبنان يصعب التوقع بمآلاته؛ لأن ظروف وقف إطلاق النار بين حزب الله والاحتلال لم تكن ناضجة بما يكفي، فيما ارتبطت بمتغيرات سريعة ومواقف سياسية دون الاستناد للأحداث الميدانية، ما جعل الاتفاق هشاً وأكثر تعرضاً للنكسات.

وأوضح أن حكومة الاحتلال تسعى لفرض واقع أمني جديد في جنوب لبنان، وتسابق الزمن بذلك، لتكون دولة الاحتلال مهيأة لأي تطورات سريعة، مع محاولة إضعاف أي قوة عسكرية لحزب الله في المناطق الحدودية، من خلال عمليات بحث واسعة النطاق عن أنفاق أو مستودعات سلاح لحزب الله وتفجيرها، ونسف المنازل في القرى اللبنانية، لعدم السماح لحزب الله لإعادة التموضع مرة أخرى.

وأكد أن هنالك إدراكاً من كافة الأطراف، بأن الظروف المحلية والإقليمية باتت تكبل حزب الله، فيما يسعى الاحتلال لاستغلالها بأكبر قدرٍ ممكن، وفرض نفسه كصاحب القرار واليد الأعلى، من خلال عدم الانسحاب من لبنان، في ظل تراجع الوجود الإيراني في سوريا.

وذكر بشارات أن هناك فرضية تفيد بأن حزب الله يمر بمرحلة مراجعة شاملة منذ وقف إطلاق النار، للوقوف عند الإخفاقات والخروقات، فيما يتبع ذلك وجود نتائج داخلية أمام الحزب، تحدد قدرته على إعادة التصعيد العسكري ضد الاحتلال إذا ما رفض الأخير الانسحاب، فيما يبقى مصير المرحلة في جنوب لبنان.

وأوضح أن هناك العديد من المحددات والاعتبارات أمام حزب الله قبل قرار المواجهة، منها القضايا السياسية الداخلية والعسكرية، مع إمكانية إعادة طبيعة العلاقة لمرحلة ما قبل عام 2006، وهي المقاومة المحلية ضد قوات الاحتلال الموجودة داخل لبنان، دون تخطي الجغرافيا اللبنانية واستهداف مستوطنات الاحتلال داخل فلسطين المحتلة.

وأشار إلى أن تولي دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية، سيكون له تأثير على كافة القضايا التي تمس دولة الاحتلال ومن ضمنها قضية الوجود في لبنان، فيما ستبقى الأمور غير واضحة المعالم حتى وصول ترامب للبيت الأبيض وإدارته للملفات العالقة.

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، إن هناك تصعيد ستشهده لبنان، لأن الاحتلال سيفرض شروطاً جديدة لتجديد الهدنة، فيما سيبقى حزب الله أمام خيارين هما المواجهة العسكرية، أو الرضوخ لشروط الاحتلال، والتي ستعرض السلم الأهلي في لبنان للخطر، من خلال بث شائعات عن وجود سلاح لحزب الله في بيروت والمطالبة بتسليمه.

وأضاف أن الاحتلال والجانب الأمريكي سيحاولان فرض شروط مكثفة لتقويض حزب الله في لبنان ككل وليس فقط في منطقة الجنوب، مع عدم الانسحاب منها، في ظل تعقيد داخلي يخص الدولة اللبنانية، ليكون حزب الله أمام تحديات إما مواجهة الاحتلال من جهة، وضبط الظروف الداخلية من جهة أخرى.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا