Skip to main content

خاص| حوار مع عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزّال في ذكرى معركة طوفان الأقصى

08 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/photo_2024-10-08_21-46-27

 

 خاص - شبكة قُدس: قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، محمد نزّال إن معركة طوفان الأقصى في ذكراها الأولى حققت إنجازات استراتيجية عديدة، أهمها إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بعد أن غابت عن المشهد السياسي في المنطقة، إضافة إلى تعطيلها مشروع التطبيع الإسرائيلي مع الدول العربية، وتوسّعها لتشمل جبهة لبنان بحيث باتت المعركة تهدد الوجود الإسرائيلي بالكامل. 

وأضاف نزّال أن حماس تنسّق مع قوى محور المقاومة، وتحديدًا حزب الله في لبنان على الأصعدة كافة. مشيرًا إلى أن العملية التفاوضية دخلت في نفق لن يرى النور في الأفق القريب قبل عقد الانتخابات الأمريكية التي يراهن عليها المفاوض الإسرائيلي. 

 وحاورت "شبكة قدس" القيادي محمد نزّال حول مختلف القضايا في ذكرى معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين أول الماضي.. وفيما يلي نصّ الحوار:

بعد انقضاء عام على ذكرى السابع من أكتوبر.. هل كان هذا اليوم مغامرة، كما يصفه البعض، وماذا حققت فيه حماس؟

لا أوافق أن المعركة كانت مجرد مغامرة، لأن حالة للشعب الفلسطيني كانت في مرحلة خطيرة قبل السابع من أكتوبر، وكان المشهد السياسي للقضية الفلسطينية قاتمًا، فقد غابت القضية السياسية عن المشهد ولم تعد لها أولوية، وأصبحت الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي القضية الأساسية الأولى التي تستقطب الاهتمام والتفاعل في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، كان مسار التطبيع مع الدول العربية والإسلامية يقترب من التوسع والازدياد حيث باتت ما يعرف بـ "اتفاقات أبرهام"، هي العنوان لعلاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني، وبالتالي جاءت المعركة لتشكّل عملية إحياءٍ للقضية وإعادتها للأجندة الإقليمية والدولية، وأصبحت القضية تتصدر الاهتمام العالمي، وتفرض نفسها في المنطقة، عدا عن كونها قلبت الموازين في الحين الذي كان يسارع فيه الاحتلال بتنفيذ مشروع التهويد. 

كما ثبتت معركة طوفان الأقصى منجزات على صعيد التفاعل مع القضية الفلسطينية، وخاصة ما نشاهده اليوم حيث امتدت المعركة إلى المستوى الإقليمي وباتت أكثر شراسةً ودخلت فيها أطراف عديدة، وهذا يعني تدويل الصراع وإخراجه إلى من المستوى المحلي إلى الإقليمي الواسع الذي دخلت فيه أطراف وقوى محور المقاومة. 

كيف انعكس طوفان الأقصى على علاقات حماس العربية والدولية.. هل زادت عزلة الحركة أم توسعت علاقاتها؟ 

علاقات حماس العربية ما زالت على ما هي عليه قبل المعركة، لكن حماس فرضت نفسها كقوى سياسية فلسطينية وأصبح الجميع يتعامل معها كلاعب أساسي في المنطقة، ولم تحمل المعركة أبعادًا سلبية لعلاقات حماس مع الدول العربية، على العكس، كلما كنت قويًا تعامل معك الآخرون، وهذا ما حصل مع حماس.

أما دوليًا، فقد انعكس ذلك على علاقة حماس مع دولتين عظيمتين "روسيا والصين" حيث باتت العلاقة وثيقة وزادت بعد 7 أكتوبر، ووجدنا أن هذه الدول تقف الآن في وجه أي إدانة دولية ضد حركة حماس في مجلس الأمن، وضد أي مشروع يصب في مصلحة رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو. 

كيف تواجه حماس محاولات تجاوز نظام الحكم في القطاع؟ عبر الملف الإغاثي، والعشائر، والفلتان الأمني؟ 

جميع المحاولات التي بذلت بهدف إقصاء حماس وإيجاد "كرزاي" جديد في قطاع غزة فشلت على مدى عامٍ كامل، والجهود التي بذلت من الكيان الصهيوني كبيرة ومستمرة، لعلها تحطمت على صخرة التماسك والوعي الفلسطيني الذي يدرك أن الإتيان بسلطة تدير القطاع عبر دبابات الكيان الصهيوني لم يسمح لها بالوجود والاستقرار والهيمنة.

كيف تواجه حماس المتورطين مع الاحتلال، في سياق المواجهة الأمنية المستمرة طوال عامٍ من العدوان؟  

لم تتوقف جهود أجهزة الحركة في قطاع غزة عن ملاحقة العملاء، والجواسيس، والذين يحاولون زعزعة الاستقرار الأمني والاجتماعي بصور مختلفة، هذه مهمة لن تتوقف، ما دام الاحتلال موجودًا، وما دامت أصابع وأدوات الاحتلال تتحرك، وأظن أن الشعب الفلسطيني في القطاع يلمس ذلك بشكل واضح بأن حرية تحرك العملاء تكاد تكون محدودة، وأن هناك حصارًا على هؤلاء العملاء، لانهم في أيّ مجتمع يشكلون رأس حربة للاحتلال والاستعمار، ولا أظن أن هذه النقطة هي مصدر قلق بالنسبة للفلسطينيين، لأن الملاحقة لهم مستمرة، ولن تتوقف. 

ملف الوحدة الوطنية ظلّ غائبًا عن المشهد.. إلى أين وصلت جهود اتمام المصالحة؟ 

لم تتوقف محاولاتنا في إتمام المصالحة خاصة بعد أن عقدت لقاءات في موسكو وبكّين، والآن يجري العمل على تحضيرات لعقد لقاءات على صعيد وطني، وجرت خلال الفترة الماضية في الدوحة لقاءات مع الفصائل، لكن ينبغي أن ندرك وجود معوقات في هذا الملف، أبرزها وجود "فيتو" أمريكي ودولي على إتمام مصالحة فلسطينية حقيقية، ما يجعل السلطة الفلسطينية مترددة في هذا المسار، ولذا هي حتى الآن لم تتخذ خطوات كافية لتحقيق المصالحة.

هل التقى بكم الرئيس محمود عباس في آخر زيارة له في قطر، وهل هناك حوار خاص مع فتح؟ 

لم تحدث هذه اللقاءات، ويفترض أن تكون هناك حوارات مع فتح في القريب العاجل، وأتمنى أن ينتج عن هذه الحوارات تقدمًا في مسار المصالحة الفلسطينية. 

الكثير من الملفات عالقة فيما يخصّ اليوم التالي للحرب.. ملفي المعابر وإدارة القطاع، ما رؤية حماس بهذا السياق؟ 

قلنا بشكل واضح إننا منفتحون على أي صورة من صور، إدارة القطاع، من خلال إدارة وطنية تشارك فيها القوى الوطنية والفصائل المختلفة، ولكن تصطدم هذه المساعي بالمخطط الصهيوني الذي لا يريد توافقًا فصائليًا ولا إطارًا وطنيا، بل يريد إطارًا يكون أداة بيد الاحتلال ليتحكم فيه. 

حتى الآن لم تطرح صيغة واضحة لفتح المعبر وإدارته، والمطلوب أن تكون الإدارة فلسطينية بحت، لكن نحن لا نتكلم عن المعبر فقط لأنه أمر جزئي، نحن نطرح حل كل مشاكل قطاع غزة على قاعدة مطالب فصائل المقاومة، وأولها انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، ووقف إطلاق النار بشكل شامل ووقف العدوان، ومسألة إعادة الإعمار باعتبارها التحدي الأكبر بعد هذا الدمار الهائل، وضرورة رفع الحصار بعدها. وكلّ هذه القضايا في إطار البحث.

هل خلقت معادلات الاشتباك في المنطقة أفق جديد في المفاوضات؟ وهل هناك اتصالات تفاوضية جديدة؟

حتى اللحظة لا توجد تطورات إيجابية في المفاوضات، والعملية التفاوضية باتت الآن في نفق ولن تتضح الصورة إلا بعد الانتخابات الأمريكية؛ لأن نتنياهو يماطل انتظارًا لنتائج الانتخابات التي يأمل من خلالها أن يفوز المرشح دونالد ترامب، وهذا ما يعمل عليه نتنياهو، وبالتالي ليس هناك أفق لهذه العملية التفاوضية إلا بعد أن تظهر الانتخابات الأمريكية، ولا أظن أن هناك نتائج واضحة خلال الشهور القليلة القادمة، علمًا أن التواصل مع الوسطاء طوال الفترة الماضية لم ينقطع، والجميع يعلم أن الذي يراوغ ويماطل هو نتنياهو. 

قبل نحو شهر ادعى الوسيط السابق في صفقة شاليط "باسكين" أن هناك عرضًا جديدًا حصل عليه من حركة حماس ويقوم على فكرة إنجاز صفقة شاملة.. هل هذا صحيح وهل هناك جدّية بهذا الطرح؟

هذا ليس صحيحًا، ما تمت إشاعته بهدف التضليل والتشويش على العملية التفاوضية وهناك إدراك عند الإدارة الأمريكية والوسطاء والجميع أن نتنياهو هو معطّل التفاوض.

المعركة امتدت من الميدان الفلسطيني إلى اللبناني.. ما هي جاهزية حماس في لبنان حال توسعت المواجهة؟

في ظل وجود حزب الله المتصدّر للمقاومة اللبنانية، أعتقد أن انخراط حماس بشكل أوسع وأكبر هو مسألة يتم تقديرها على أرض الواقع، وما ينبغي إدراكه أن المعركة اشتدت داخل لبنان، وأن الاحتلال يحاول تنفيذ السيناريو الغزي في لبنان مع مراعاة خصوصية الجغرافيا اللبنانية، وبالتالي أعتقد أن معركة لبنان معركة يمكن أن تستمر طويلًا في ظل أن الاحتلال يريد توسيع نطاق عدوانه، من قطاع غزة إلى لبنان، ولذا نحن على تواصل مع حزب الله على جميع الصعد "عسكريًا وسياسيًا". 

الاحتلال ادعى اغتيال عدد من القادة السياسيين والعسكريين في حماس منذ بدء المعركة؟ هدف الاغتيالات هو هندسة قيادة جديدة للحركة؟

يواجه الاحتلال مشكلة أن حركة حماس لا تتواجد قيادتها في مكان واحد، حتى يستطيع أن يهندس عبر الاغتيالات المشهد الداخلي والقيادي فيها (...) وسبق أن مارس الاحتلال بين عامي 2001 - 2004 اغتيالات عديدة طالت الحركة، حين استهدف المؤسس أحمد ياسين والقيادي عبد العزيز الرنتيسي وإسماعيل أبو شنب، وصلاح شحادة وإبراهيم المقادمة، ومع ذلك تفاجأ بقيادات جديدة تقود المسيرة، وتحقق إنجازات كبيرة جدًا. 

 ولذا فإن القيادة التي أشعلت 7 أكتوبر أثبتت قدرتها على القيادة، ولهذا فإن الاغتيالات لا تفت في عضد الحركة، علمًا أن الاحتلال ليس بالضرورة ما يعلنه من اغتيالات يكون صحيحًا، فما يعلنه أحيانا يفتقد للصواب، والدقة والمصداقية وأحيانا يلجأ للحديث عن الاغتيالات بهدف رفع معنويات جيش الاحتلال، وهذه الاغتيالات لن تغير من مسار الحركة. 

الاحتلال ادعى مكررًا اغتيال قائد الجناح العسكري، محمد الضيف، كيف ترد حماس؟ 

ما زال موقفنا من قضية محمد الضيف هو ما أعلنته الحركة بأنه على رأس عمله، علمًا أن سياسة الحركة هي عدم النفي أو التأكيد بهذه القضايا لأنها مسؤولية الجناح العسكري، وقبل أيام أعلن الاحتلال اغتيال عدد من القادة السياسيين في غزة، وكانت هذه المرة الرابعة خلال 3 شهور التي يعلن بها هكذا إعلانات، يهدف من خلالها لرفع الحالة المعنوية للاحتلال، وجزء منها لجس النبض ودفع الحركة إلى إعلان صحة الادعاء أو عدم صحته، ولهذا فإن سياستنا هي عدم إعطاء معلومات مجّانية للاحتلال، كي يبقى في حالة إرباك وعدم يقين بمحاولاته المستمر في اغتيال قادة الحركة. 

كيف قرأت حماس الرد الايراني بقصف الأراضي المحتلة، وإلى أي مدى وصل التنسيق بينكم وبين إيران؟

اللقاءات مع القيادة الإيرانية مستمرة ولم تتوقف طوال الفترة الماضية، وأيًأ كانت القيادة الايرانية القديمة أو الجديدة، فإننا نتعامل معهم بشكل مؤسساتي ويتعاملون معنا بهذا المنطق، ونثمن أي موقف يصدر من إيران في مواجهة الاحتلال ونشجعه، خاصّة وأنه من حق إيران الرد على اغتيال قادتها وانتهاك سيادتها حين اغتيل الشهيد إسماعيل هنية.

وأعتقد أن إيران كسرت الحاجز الذي كان يحول طوال السنوات الماضية دون ضربها لكيان الاحتلال، والاحتلال الآن أيقن أنه غير مأمون العقاب، وبات الآن يتلقى الجواب ردًا على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني من قبل إيران، والآن الجوار ما رآه الاحتلال لا ما يسمعه. 

أخيرًا.. إلى أين تتجه أوضاع المنطقة، ومسار معركة طوفان الأقصى، خاصّة أن المواجهة تدحرجت من غزة إلى لبنان، وقد تطال المنطقة إقليميًا؟ 

امتداد هذه المعركة يشكّل نقطة مهمّة وجوهرية، تعني أن الاحتلال لم يحقق أهدافه التي أعلن عنها في قطاع غزة، وبالتالي فإن المعركة ممتدة ومستمرّة رغم التضحيات الكبيرة لكنها تحمّل مؤشرًا إيجابيًا على أن الاحتلال لم يكسر إرادة المقاومة ولم يصفّيها في قطاع غزة، وكذلك لبنان.

ولا أحد يستطيع التنبؤ بنتائج المعركة حاليًا، وهي بلا شك لا بد من أن تتوقف، غير أنه لا أحد يستطيع تحديد موعد لهذه المعركة، مع إيماننا المطلق بأن النصر حليف المقاومة التي حققت إنجازات استراتيجية جعلت الاحتلال يعيش حالة من عدم الاستقرار ويطرح لأول مرّة منذ 75 عامًا مسألة وجوده ومصيره، وأن هذه الحرب بالنسبة لهم بمثابة معركة استقلال جديدة. 

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا