Skip to main content

المبادرة الأمريكية - الفرنسية لوقف العدوان على لبنان.. مسرحية إضافية في حرب الإبادة

26 أيلول 2024
https://qudsn.co/WhatsApp Image 2024-09-26 at 5.02.19 PM

خاص - شبكة قدس الإخبارية: أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة مشتركة مع عدد من الدول الغربية والعربية يوم أمس تسعى لتحقيق وقف إطلاق النار بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، لمدة 21 يوماً من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.

وقال الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمناويل ماكرون في بيانٍ مشترك، نُشر فجر اليوم الخميس، جاء فيه "لقد عملنا معا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب مزيد من التصعيد عبر الحدود".

وأضاف بيان بايدن وماكرون أن "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كل من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".

ليست المرة الأولى التي تطرح بها الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة لتحقيق "الاستقرار في المنطقة" على حد زعمها، فمنذ قرابة عام وبدء حرب الإبادة على قطاع غزة بعد معركة طوفان الأقصى، وبالواقع لم تكن هذه المبادرات سوى مسرحيات سياسية بغطاءٍ إعلامي لامتصاص الراي العام العالمي، وتحقيق مساحة إضافية للاحتلال لارتكاب المزيد من الجرائم.

وعلى غرار ذلك تمارس الولايات المتحدة الأمريكية اليوم ذات المسرحية في قضية العدوان على لبنان والمواجهة المستمرة بين حزب الله وجيش الاحتلال.

وضمن ذلك قال مسؤول أميركي إن واشنطن تتوقع أن يقرر لبنان والاحتلال "في غضون ساعات" ما إذا كانا يقبلان بالاستجابة لهذا البيان، وأضاف "لقد أجرينا هذا النقاش مع الأطراف وشعرنا أن هذه هي اللحظة المناسبة".

وفي وقت سابق، نقلت تقارير صحفية غربية وإسرائيلية تشكيك مسؤولين في فرص التوصل إلى اتفاق بين حزب الله والاحتلال.

 

فصل الجبهات

على ضوء التطورات وفي حديث خاص لـ"شبكة قدس"، قال الكاتب والمحلل السياسي ساري عرابي، إن المبادرة الأمريكية – الفرنسية التي تم الإعلان عنها في مجلس الأمن هي غير واضحة ولا كافية، في إطار ما هو متعارف عليه.

وأضاف عُرابي أن هدف المبادرة هو فك جبهة لبنان عن جبهة قطاع غزة، بناء على ما قاله الجانب الفرنسي أن الاتفاق يحقق وقف إطلاق نار في لبنان لمدة 21 يوم، وإذا حدث هذا الأمر فإنه يحصل يحدث بين الجبهتين انفصالاً، أما إذا تضمنت عودة المستوطنين إلى مستعمرات الشمال فإن ذلك أيضاً يحقق هدف انفكاك الجبهتين.

وأكد عرابي أن كل ذلك مع الرغبة والإدارة الإسرائيلية، ومن جانبٍ آخر يرى عرابي انه لا يمكن الثقة بالنوايا الأمريكية التي سمحت باستمرار حرب الإبادة على قطاع غزة لمدة عام، تحت عنوان وجود مبادرات ووجود أفق لوقف العدوان، فمن غير المستبعد أن الجانب الأمريكي يطلق مبادرات مشابهة في لبنان لتحميل حزب الله مسؤولية الحرب على لبنان، على غرار ما حاول ترويجه ضد حركة حماس في غزة.

ومن جانب آخر قال عرابي إن هذه المبادرة ربما تكون كمماطلة وكسب وقت لبلورة رؤية أخرى واقتناص فرصة أقوى تدعم الاحتلال عسكرياً مع استمرار دعمه أمريكياً بشكل كامل.

 

التبريد الإعلامي

على ضوء ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق أن المقترح الأمريكي – الفرنسي هو تطبيق سياسة التبريد الإعلامي لساحة القتال مقابل دعم أمريكي عسكري ومالي غير متناهي للاحتلال، لوتسيع دائرة السيطرة الإسرائيلي في محيط نهر الليطاني، واستمرار الإبادة في لبنان.

ويؤكد القيق أن السبب وراء المبادرة الأمريكية لمنع أي تدخل دولي في ظل تنافس النفوذ الدولي عالمياً، والاستفراد بأي بطرح حل قادم، إضافة لتمرير الأوراق التي تحوي أهداف الاحتلال، إضافة لامتصاص وضع الشعوب العربية.

ويتوقع القيق استمرار الإجرام الإسرائيلي في لبنان تحت ذريعة محاربة حزب الله، ثم التوسع العسكري الأمريكي والإسرائيلي في لبنان، ضمن مخطط "الشرق الأوسط الجديد" الذي تسعى له أمريكا وحلفاؤها في المنطقة.

وعلى أرض المواجهة أعلن جيش الاحتلال أنه يستعد لشن اجتياح بري على لبنان، إضافة لشن موجة جديدة من الغارات التي أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى في قرى وبلدات جنوب لبنان، ومُدن بعلبك وصيدا، فيما قصفت طائرات الاحتلال اليوم أحد المعابر بين سوريا ولبنان.

ومساء اليوم قصف سلاح جو الاحتلال إحدى الشقق السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، فيما زعم جيش الاحتلال في بيان له أنه استهدف قائد القوة الصاروخية في حزب الله.

أما إسرائيلياً، فصرح وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، بأنه سينسحب من حكومة نتنياهو إذا ما أوقف العدوان على لبنان، ما يعكس الرغبة الحقيقية لحكومة اليمين الصهيوني بارتكاب المزيد من المجازر في المنطقة.

وشهدت الأراضي اللبنانية ليلة أمس عدواناً إسرائيلياً من 150 غارة استهدفت مناطق الجنوب ومدن بعلبك وصيدا ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء منهم أطفال ولاجئيين سوريين.

وقالت مصادر لبنانية إن 4 شهداء في منزلٍ لعائلة واحدة، ارتقوا جراء العدوان الإسرائيلي على عيتا الشعث فجر اليوم، فيما ارتكبت مجزرة أخرى ليلة أمس في قرية يونين شرق بعلبك راح ضحيتها 23 شهيداً بينهم لاجئين سوريين وأطفال.

وأشارت مصادر محلية لبنانية إلى أن طيران الاحتلال شن عشرات الغارات استهدفت البقاع اللبناني، حيث استهدفت 40 منها مدينة بعلبك، وبلدات سحمر، ويحمر، ولبايا، وسرعين، وعلي النهري، والعين، ويونين، والنبي شيت، والكرك، ورياق، وجلالا، وشعت، والخضر، وبريتال، والبزالية، ودورس، والهرمل، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من المواطنين اللبنانيين.

كما وأغار سلاح جو الاحتلال على بلدات المجادل، وسلعا، والكفور، وزوطر الشرقية، والبيدر، وحبوش، وطير دبا، والنبطية الفوقا، ومحرونة، وكفر رمان جنوب لبنان.

في المقابل، يواصل حزب الله عملياته العسكرية المتمثلة بالقصف الصاروخي، الذي طال مدينة عكا نهار اليوم، وسقوط عدة صواريخ على مستوطنة كريات شمونة واندلاع حرائق بها.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا