ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشف تحقيق لجيش الاحتلال أن الهدف الاستراتيجي لهجوم حماس في السابع من أكتوبر كان المواقع العسكرية للجيش في "غلاف غزة" وقواعد سلاح الجو، خلافاً للأكاذيب التي روجها الاحتلال حول هجوم المقاومة على "المدنيين".
وبحسب التحقيق، الذي نشرته هيئة البث العبرية (قناة كان)، فإن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أطلقت أكثر من 4,500 صاروخ وقذيفة هاون في الضربة الأولى خلال هجوم السابع من أكتوبر بهدف تعطيل إقلاع الطائرات من قواعد سلاح الجو.
وأشارت إلى أن القصف كان مكثفًا لدرجة أن الطائرات لم تتمكن من الإقلاع من قاعدة "نفاطيم" لمدة 40 دقيقة، كما أطلقت حماس 30 طائرة مسيّرة ألحقت أضرارًا جسيمة بمنظومة المراقبة الإسرائيلية.
ووفق التحقيق، فإن كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة حماس- خطط اقتحام قاعدة "تل نوف" الجوية عن طريق قوات من النخبة.
ودخل آلاف المقاومين الفلسطينيين إلى مستوطنات غلاف غزة على شكل 3 موجات، ومن 144 فتحة في السياج الفاصل على حدود قطاع غزة.
كما انطلق 40 مقاتلاً من الوحدة البحرية في القسام على 5 قوارب إلى "زيكيم" وقتلوا وجرحوا عدداً كبيراً في القاعدة، وفشلت البحرية الإسرائيلية في التصدي سوى لقاربين، وفق ما كشفه التحقيق، خلافًا لما أعلنه المتحدث باسم جيش الاحتلال حينها أن قواته أحبطت عملية تسلل لخلية مسلحة عبر شاطئ منطقة زيكيم.
أما الطائرات الشراعية في القسام، فأشار تحقيق جيش الاحتلال إلى انطلاق 8 طائرات شراعية كان على كل واحدة منها مقاوم انطلقت من القطاع، وهبطت 3 في "نتيف هعسراه" وأخرى هبطت في المنطقة الوسطى وانضمت للمقاتلين هناك.
وينفي تحقيق جيش الاحتلال، كل الأكاذيب التي صاغها الاحتلال منذ الساعة الأولى ليوم العبور الكبير من طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وحتى اليوم، باستهداف حماس والمقاومة الفلسطينينة للمدنيين في مستوطنات الغلاف، وقطع رؤوس الأطفال واغتصاب النساء، وأعطت لنفسها الذريعة لارتكاب إبادة ضد قطاع غزة.
مجريات اليوم الأول من الطوفان
وفي 7 أكتوبر 2024، بعد مرور عامٍ على انطلاق الطوفان، كشفت كتائب الشهيد عز الدين القسام عن الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى.
وقالت إن الساعة 6:25 من صباح يوم السبت السابع من أكتوبر عام 2023، شهدت تنفيذ هجوم منسق ومتزامن بين كافة تخصصات وأسلحة كتائب القسام براً وبحراً وجواً على أكثر من 50 موقعاً في فرقة غزة والمنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال.
وأشارت إلى أن الهجوم تم تحت غطاءٍ صاروخيٍ مكثف استهدف المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية ومنظومات القيادة والسيطرة لدى الاحتلال حيث بلغ عدد الصواريخ في الضربة الأولى 5500 صاروخ وقذيفة.
وأكدت أن الغطاء الصاروخي شكل في كثافته ودقة إصابته حالة من الإرباك لأجهزة أمن وجيش الاحتلال التي مُنيت بفشل ذريع، ومنعها من إبداء أي رد فعلٍ لعدة ساعات ريثما استوعبت جزئياً ما يجري على الأرض، وفق ما رصده مقاوموها خلال اقتحامهم للمواقع العسكرية التي دكتها كتائب القسام، حيث وجدوا جنود الاحتلال مختبئين وهول الموقف باد على وجوههم فحصدوهم وأسروهم دون أي مقاومة تذكر في كثير من المواقع.
وخلال تنفيذ الهجوم، خرج قائد هيئة الأركان محمد الضيف "أبو خالد" بكلمات مختصرة تلخص المشهد وتُعلن عن بدء عملية طوفان الأقصى، رداً على الاعتداءات والجرائم الصهيونية بحق الأقصى والشعب الفلسطيني، واستجابة طبيعية لمواجهة ما يُحاك من مخططات صهيونية لتسوية القضية الفلسطينية، موضحاً أن قيادة القسام قررت وضع حد لكل تلك الجرائم، ومؤكداً على انتهاء الوقت الذي يُعربد فيه العدو دون مُحاسب.
بداية التعرض
وبحسب القسام، بدأت مناورة التعرض القسامية برمايات مكثفة لسلاح المدفعية تجاه مواقع جيش الاحتلال ومراكز المدن المحتلة الكبرى، ورافق ذلك هجوم بسرب من المسيرات الانتحارية تجاه مواقع الاحتلال وإسقاط القذائف من الحوامات صوب أبراج المراقبة الأمامية والآليات الكامنة على الخط الزائل شرق القطاع.
وأعطبت نيران القنص كاميرات المراقبة على طول الخط الزائل، بعدها تحركت طواقم الهندسة لفتح الثغرات التي مكنت المقاومين ومركباتهم من اختراق خطوط دفاع الاحتلال.
بعد ذلك، انسابت قوافل المقاومين تخترق الثغرات لتدمر آليات العدو وتكسر خطوط التأمين حول مواقع الاحتلال ومستوطناته لتصل إلى أهدافها المرسومة مسبقاً وتوقع جنوده والمستوطنين بين قتيل وجريح وأسير.
وأضافت القسام: "سقطت دفاعات العدو حول غزة وانهار جيشه وجداره الذي لطالما تفاخر بتشييده لمحاصرة القطاع، وسقطت نظرية الأمن برمتها، عندما داستها أقدام مجاهدي القسام وعجلات عربات الدفع الرباعي وحلَّق فوقها سرب "صقر" الشراعي وسط مشهد يؤكد على نجاعة التخطيط وبراعة التطبيق والتميز في إخفاء أي دلائل للهجوم عن أجهزة استخبارات العدو المترهلة"
ونوهت إلى مشاركة 4500 مقاومًا في هذه العملية، موزعين بين 3000 لعمليات المناورة و1500 لعمليات الدعم والإسناد.
وخلال أقل من ساعتين، نجح المقاومون من اختراق الجدار الزائل والإغارة على جميع مواقع فرقة غزة في جيش الاحتلال وعددها 15 موقعاً عسكرياً، فضلاً عن الهجوم على 10 نقاط تدخل عسكرية وعلى فصيل الحماية المتواجد في 22 مستوطنة؛ وتمكنوا من تدمير الفرقة المعادية والسيطرة على قاعدة "رعيم" العسكرية التي كانت مفخرة جيش الاحتلال.
إلى جانب ذلك، سيطر المقاومون على مستوطنات الغلاف وقتل وأسر المئات من ضباط وجنود الاحتلال والمستوطنين؛ ثم تطور الهجوم نحو الأهداف خارج الفرقة في المنطقة الجنوبية، كما تمكنت زوارق محملة بمقاتلي الكوماندوز البحري القسامي من تنفيذ عملية إبرارٍ ناجحة على شواطئ جنوب عسقلان والسيطرة على عدة مناطق، وكبدت العدو خسائر فادحة في الأرواح.
وشددت كتائب القسام على أن المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال مني بفشل ذريع، وخابت جميع تقديراتها؛ وبقي مقاومو الكتائب يصولون ساعاتٌ وأيام داخل المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وصواريخها تقصف عشرات الأهداف في عمق الأراضي المحتلة، قبل أن يَفيق الجيش من صدمته ويقرر بدأ عملية برية عسكرية داخل القطاع بعد مشاورات عديدة ودعم غربي على المستويين السياسي والعسكري" محاولاً ترميم صورة الجيش واستعادة الثقة من خلال نظرية الرَدع التي تحطمت صباح السبت على يد مجاهدي القسام الذين أثبتوا أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت."
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا