Skip to main content

في مهمة تاريخية.. ناسا تعتزم إعادة عينات من المريخ

10 كانون الثاني 2025
علوم

في مهمة تاريخية.. ناسا تعتزم إعادة عينات من المريخ

مركبة برسفيرنس الجوالة غير المأهولة من مختبر الدفع النفاث على سطح المريخ (ناسا)
يمان الشريف10/1/2025

تُعد مهمة إعادة عينات المريخ واحدة من أبرز المبادرات الطموحة التي تتصدر المشهد العلمي حاليا، وهي مهمة مشتركة بين وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" ووكالة الفضاء الأوروبية "إيسا".

وقد عُقد مؤتمر صحفي -بقيادة مدير ناسا بيل نيلسون ونائبته نيكي فوكس- أول أمس الثلاثاء لاستعراض تحديث -طال انتظاره- عن مستقبل هذه المهمة، إذ تهدف الوكالة إلى استرجاع العينات "المريخية" التي جمعتها مركبة "بيرسيفيرنس" في وقت سابق.

وأشارت وكالة ناسا -في بيانها الإعلامي- إلى وضع خريطة طريق تهدف إلى تقليل التكاليف وتقليص المخاطر وتبسيط تعقيدات المهمة.

العينات المريخية التي تنوي وكالة ناسا جلبها إلى الأرض (ناسا)

تحديات وعقبات.. أزمة في الميزانية والبنية التنظيمية

منذ إطلاق مركبة بيرسيفيرنس في فبراير/شباط 2021، واصلت المركبة جمع عينات من صخور المريخ، إذ تم تخزينها في حاويات مصممة خصيصا لهذا الغرض، وتُركت على سطح الكوكب الأحمر في انتظار استرجاعها لاحقا في مهمة أخرى منفصلة.

ومع التوقعات الكبيرة المنعقدة حيال هذه العينات التي تحمل خبايا ومعلومات هائلة لكشف أسرار تاريخ المريخ وإمكاناته لدعم الحياة، فإن مستقبل هذه المهمة تعرض لانتكاسة كبيرة بحلول عام 2023. وبعد دراسة مطوّلة، خلصت المراجعة إلى أن خطط المهمة المالية والتشغيلية كانت "غير واقعية"، وأن بنيتها التنظيمية كانت "ثقيلة وغير فعالة".

ونتيجة لذلك، تعرضت ميزانية المهمة لخفض كبير بلغ 454 مليون دولار ضمن ميزانية ناسا لعام 2024، إلى جانب تقليص النفقات والاستغناء عن عدد كبير من العاملين والمتعاقدين في مختبر الدفع النفاث، الذي يقود المهمة. وقد أثارت هذه التحديات مخاوف جدية بشأن إمكانية تنفيذ المهمة، مما يهدد بترك العينات المريخية مهجورة على الكوكب الأحمر إلى أجل غير مسمى.

إعلان

ثمّة بصيص أمل.. إستراتيجية ناسا الجديدة

على الرغم من هذه التحديات، فإن ناسا أكدت التزامها بالمضي قدما في المهمة، ففي أبريل/نيسان 2024، طمأن بيل نيلسون ونيكي فوكس الأوساط العلمية بأن المهمة لم تُلغَ فعليا، وبدلا من ذلك، أعلنت الوكالة عن خطط لإعادة تقييم نطاق المهمة بهدف تقليل تكاليفها وتسريع الجدول الزمني.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، اتخذت ناسا خطوة إضافية بتشكيل فريق متخصص لتحديد مستقبل المهمة، وكُلّف هذا الفريق بإعداد تقرير شامل بحلول نهاية العام المنقضي 2024، وهو التقرير الذي مثّل دورا حاسما في الإحاطة الإعلامية الأخيرة.

ولضمان نجاح المهمة، ستتبع الوكالة نهجين مختلفين خلال مرحلة التخطيط، على أن تختار مسارا واحدا لاحقا لتنفيذ المهمة، ومن المتوقع أن تُحسم الخطة النهائية في النصف الثاني من العام المقبل 2026.

الخيار الأول يعتمد على تصميمات نظام الدخول والنزول والهبوط المُجربة سابقا، مثل تقنية "الرافعة الجوية" التي استخدمت في مهام "كوريوسيتي" و"بيرسيفيرنس". أما الخيار الثاني، فيعتمد على الابتكارات الجديدة من قطاع الشركات الخاصة لنقل منصة الهبوط إلى سطح المريخ.

بالنسبة إلى كلتا الخطتين، ستتضمن منصة الهبوط نسخة أصغر من مركبة الصعود "إم آي في" المعنية بالصعود من سطح المريخ إلى مدار حول الكوكب، وستُستبدل الألواح الشمسية للنظام بمصدر طاقة يعتمد على النظائر المشعة، مما يوفر الطاقة والحرارة خلال موسم العواصف الترابية على المريخ، ما يقلل من تعقيدات التصميم.

المصدر : مواقع إلكترونية

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا