Skip to main content

عن الوحدة "504".. ما علاقتها بتجنيد العملاء والمستوى السياسي لدى الاحتلال؟

09 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/photo_2024-10-09_15-39-56

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: صباح اليوم الأربعاء، اعترف جيش الاحتلال بإصابة محقق من الوحدة "504" بجروح خطيرة خلال الاشتباكات مع المقاومة اللبنانية على الحدود مع فلسطين المحتلة، يوم أمس.

ما هي هذه الوحدة؟

وحدة "504" ضمن الهيكل التنظيمي لمديرية الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال، وتتخصص أساساً في متابعة تجنيد عملاء في الضفة وغزة والدول العربية والإسلامية، بهدف توفير معلومات للجهاز والمستوى السياسي والأمني الإسرائيلي، في سياق تخصص الاستخبارات العسكرية الكبير وهو تقديم "تقدير موقف" سليم حول نوايا أعداء "إسرائيل".

تأسست الوحدة وفقاً لمصادر تاريخية إسرائيلية، في 1948، وعرفت في البداية باسم "المخابرات 10" وفي وقت لاحق تحولت إلى الوحدة "7019" عقب دمجها مع الوحدة "560" المتخصصة في التحقيق مع الأسرى، وبعد حرب أكتوبر/ تشرين 1973 تغيرت مجدداً إلى الوحدة "504".

تتخصص الوحدة أيضاً في التحقيق مع الأسرى بهدف الحصول على معلومات استخباراتية حول قوى المقاومة، أو الجيوش المعادية لدولة الاحتلال، ومقدراتها وما تملكه من وسائل قتالية وعملياتية والمستويات القيادية فيها وكوادرها، وتضع في شعارها صورة صخرة يقال إنها في أحد جبال سوريا في إشارة إلى مجالات عملها في الدول المجاورة لفلسطين المحتلة.

يقود الوحدة عادة ضابط برتبة "عقيد" وتضم مستويات مختلفة، بينها مسؤولون عن العلاقة مع العملاء وتشغيلهم، وقوة خاصة تتدرب في لواء "جولاني" على العمليات الخاصة، بالإضافة لمحققين ميدانيين يشاركون في العمليات العسكرية في الضفة وغزة ولبنان والجبهات المختلفة لانتزاع اعترافات من الأسرى تحت الضغط وباستخدام وسائل مختلفة، ومحققين آخرين يعملون في منشآت التحقيق التابعة لاستخبارات الاحتلال في مختلف مناطق فلسطين المحتلة.

وتهتم الوحدة بتنظيم العمليات الاستخباراتية داخل الأراضي المحتلة والمعادية لدولة الاحتلال، والتنسيق مع مختلف أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في عمليات التحقيق مع الأسرى وجمع المعلومات، وترتيب التبادل الاستخباراتي - العملياتي بين جهاز الاستخبارات العسكرية مع أذرع جيش الاحتلال كما في حالات القصف الجوي على أهداف فلسطينية أو عربية.

في سنوات السبعينات شاركت الوحدة في فتح علاقات مع مجموعات في القرى الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة، واستغلت الاستخبارات الإسرائيلية الحرب الأهلية وحقد هذه التشكيلات على منظمة التحرير الفلسطينية وبقية القوى اللبنانية المتحالفة معها، لتزويدها بالسلاح وتنظيمها في ميلشيات وصولاً إلى الجيش الذي شكله العميل سعد حداد ثم أصبح تحت قيادة أنطوان لحد حتى التحرير في أيار/ مايو 2000.

وخلال فترة احتلال جنوب لبنان شاركت الوحدة في العملية الاستخباراتية الواسعة مع جهازي "الموساد" و"الشاباك"، للتجسس على قوى المقاومة وبينها حزب الله، وعمليات تجنيد العملاء، وبناء بنك أهداف، ومحاولات إحباط عمليات المقاومة.

وفي انتفاضة الأقصى، تلقت الوحدة ضربة قاسية بعد أن قتل الشهيد حسن أبو شعيرة الضابط يهودا أدري الذي كان حتى مقتله قد قضى 27 عاماً في الخدمة الاستخباراتية، وهي العملية التي قالت تحقيقات إعلامية إسرائيلية عدة أنها غيرت كل "استراتيجية التعامل مع العملاء" داخل الجهاز.

وخلال السنوات الماضية، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصاعب تواجهها الوحدة في عملها بينها صعوبة التجنيد في بيئات مختلفة مثل غزة وغيرها، بسبب الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوى المقاومة، بالإضافة للتنافس بين الوحدة وأجهزة استخباراتية أخرى مثل "الموساد" التي تتشارك ذات الساحات، إلى حد تصل فيه هذه الخلافات إلى رئيس الحكومة أو وزير الجيش الذي يحسم فيها.

في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة شاركت الوحدة في توفير أهداف لطيران الاحتلال، وعمليات الحرب النفسية من خلال الاتصالات بالعائلات الفلسطينية وتهديدها بقصف منازلها ومناطقها، لإجبارها على النزوح والتهجير، بالإضافة لعمليات التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين وتعذيبهم واستخدام وسائل انتزاع معلومات منهم وإجبارهم على إعطاء اعترافات.

ارتكبت الوحدة عدة جرائم تعذيب بحق الأسرى العرب الذين اعتقلوا خلال عقود الصراع، داخل منشآت سرية غالباً تابعة للشرطة العسكرية وجهاز الاستخبارات العسكري "أمان"، كما في حالة القيادي اللبناني مصطفى الديراني الذي اعتدى عليه المحققون جنسياً.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا