فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: في خطابه أمس، خرج رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن ليعلن أن صفقة وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى باتت وشيكة أكثر من أي وقتٍ مضى، تزامنًا مع تسريباتٍ إسرائيلية تفيد بموافقة نتنياهو على الانسحاب من قطاع غزة، والبدء الفعلي بتفكيك نقاطه العسكرية التي أقامها في محور "نتساريم" الفاصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه.
لكن بادين، أتبع تصريحه بأن الصفقة الوشيكة هي ذات الصفقة التي طرحتها الولايات المتحدة على "إسرائيل" وحماس قبل أشهر، تحديدًا في مايو 2024.
في مايو 2024، وقبيل اجتياح مدينة رفح والعدوان الإسرائيلي عليها، أعلنت حركة حماس أن رئيس مكتبها السياسي حينئذ الشهيد إسماعيل هنية، أبلغ الوسطاء القطريين والمصريين أن حماس وافقت على اقتراحهم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وجاء في بيان للحركة أن هنية "أجرى اتصالا هاتفيًا برئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وبوزير المخابرات المصري السيد عباس كامل، وأبلغهما بموافقة حماس على مقترحهما بشأن اتفاق وقف إطلاق النار"، وهو المقترح الأمريكي الذي تفاخر بايدن بالوقوف خلفه.
ردًا على موافقة حماس، أعلن نتنياهو رفض المقرتح، وأصدر مكتبه بيانًا قال فيه: "مجلس وزراء الحرب قرر بالإجماع مواصلة إسرائيل عمليتها في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس لدفع عملية إطلاق سراح الرهائن وتحقيق الأهداف الأخرى للحرب".
نتنياهو يعود بخفي حُنين
يتوافق كلام بايدن، مع تصريح لوزير حرب الاحتلال السابق يؤاف غالانت، في الرابع من الشهر الحالي، قال فيه إن صفقة التبادل المطروحة تكاد تكون مطابقة لصفقة نوقشت سابقا مع اختلاف أن عدد الأسرى الأحياء أقل.
تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن إدارة بايدن كانت تفضل في كل مرة اتهام حماس بتعطيل المفاوضات، والدعاية الإعلامية لنتنياهو كانت تحمل هذه الرواية وتبدأ بالترويج لها، لكن ليس بالضرورة أن هذه الاتهامات كانت صحيحة.
ومع الصفقة الحالية، كتب الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت عبر صحيفة "معاريف" العبرية أن نتنياهو لم يرغب في أن ينتهي به الأمر مثل كندا، أو أن يقضي تقاعده في غرينلاند. أقنع نتنياهو نفسه بقبول خطة ترامب، التي كانت قيد الدراسة منذ مايو، كل ما تبقى الآن هو الحزن على الوقت الضائع، على الأسرى الذين قُتلوا أثناء الأسر، وعلى الجنود الذين قُتلوا بلا جدوى.
بدورها، قالت الصحفية الإسرائيلية في موقع "والا" العبري، تال شاليف إن الصفقة هي قرار الرئيس المرتقب ترامب، نحن نحتاج باستمرار لشكره رغم أن هذا المخطط كان شبه مطابق لما كان موجودًا في يوليو، بعض الأمور التي تمسكت بها "إسرائيل" مثل محور "نيتساريم" أو "فيلادلفيا" فجأة لم تعد موجودة لأن مبعوثا من ترامب جاء إلى المنطقة وقال لنتنياهو "يلا".
أما الصحفي عاموس هاريل عبر "هآرتس" العبرية فوصف نتنياهو متراجعًا أمام ترامب، مضيفًا: "سيكون على "إسرائيل" أن تتخلى عن القضاء على حماس، لكن هذا ضروري، حيث لا يوجد وقت للأسرى والجنود الذين يُقتلون في القطاع دون هدف واضح".
واليوم، وبعد 8 أشهر من ذلك المقترح، حملت في أيامها مزيدًا من الإبادة والتطهير العرقي والشهداء في قطاع غزة، ومزيدًا من الجنود القتلى في كمائن المقاومة، وانخفاضًا في عدد الأسرى الإسرائيليين الأحياء، عاد نتنياهو مجبرًا على الموافقة على ما وافقت عليه حماس سابقًا، فتنازل هو ولم تتنازل المقاومة الفلسطينية عن شروطها وحقها.
وتأتي الانفراجة الظاهرة وقرب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، بينما حاول الاحتلال الإسرائيلي وأمريكا ودول عربية وحتى صفحات لعناصر في السلطة الفلسطينية الترويج إلى تعطيل حماس المفاوضات في كل مرة.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا