وتداول مستخدمو المنصات مقاطع مؤثرة للقاء العائلات التي اضطر بعضها إلى تقسيم أطفالها بين الشمال والجنوب خشية الإبادة الجماعية بقصف واحد، لتجتمع اليوم بعد فراق طويل وسط مشاعر فرح عارمة.

وجاءت هذه العودة بعد تأخير استمر يومين بسبب رفض إسرائيل السماح بتنقل النازحين نتيجة خلافات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن إطلاق سراح أربيل يهود.

لكن الخارجية القطرية أعلنت لاحقا التوصل إلى تفاهم يقضي بتسليم أربيل واثنين آخرين قبل يوم الجمعة مقابل السماح بعودة النازحين إلى الشمال.

وشهد شارع الرشيد تدفق آلاف النازحين سيرا على الأقدام، في حين عادت المركبات عبر محور نتساريم من خلال شارع صلاح الدين في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال بعد خضوعها للتفتيش الإلكتروني من قبل شركة خاصة بإشراف الوسطاء، وفقا لاتفاق إطلاق النار.

وفي تعليقه على المشهد، وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل إيتمار بن غفير عودة السكان إلى شمال القطاع بأنها "صورة لانتصار حماس وجزء مهين آخر من الصفقة غير الشرعية"، مضيفا "هذا ليس ما يبدو عليه النصر المطلق، بل هو الاستسلام التام".

وأجمع مغردون على أن عودة النازحين إلى شمال غزة تمثل انتصارا للإرادة الفلسطينية وفشلا لمخططات التهجير، وهذا ما أبرزته حلقة 2025/1/27 من برنامج "شبكات".

فشل مخطط الاحتلال

ووفقا لرأي المغرد محمد الضيمان، فإن هذه العودة تمثل فشلا ذريعا لمخطط الاحتلال، وغرد قائلا "عودة أهالي غزه بفضل من الله ثم بصمودهم الأسطوري أمام آلة الإجرام الصهيوني، والذي كان يهدف إلى إبادتهم وتهجيرهم إلى خارج غزه ولكنه فشل".

ويؤكد الناشط ماجد ما ذهب إليه الضيمان من زاوية القدرة على المقاومة، وكتب "مشاهد عودة النازحين في غزة تقدم صورة واضحة عن قدرة شعب فلسطين على مقاومة الاحتلال والظلم والتعسف".

أما صاحب الحساب عادل فربط بين مشهد العودة وعودة الحياة إلى فلسطين كلها مغردا "هؤلاء النازحون وهم يعودون مشيا على الأقدام ليسوا مجرد ناس يمشون وخلاص! إنهم بمثابة عودة الحياة لفلسطين بأكملها، إنهم باختصار صدى الصمود".

ومن زاوية أوسع، يرى المغرد محمد في هذه العودة بشرى لعودة أكبر، وغرد "تخيل وأنت تشاهد عودة النازحين من جنوب غزة لشمالها، هي عودة الشعب الفلسطيني لكامل أرضه.. يا ليتها تكون قريبا".

من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "سنواصل تطبيق وقف إطلاق النار بشكل حازم في الشمال والجنوب، ومن يخالف التعليمات أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي فسيتحمل التكلفة كاملة، ولن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 أكتوبر".