Skip to main content

وسائل إعلام عالمية: خطة ترامب غير واقعية ومثيرة للاستفزاز

05 شباط 2025
https://qudsn.co/IMG_3717

شبكة قدس الإخبارية: أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى موجةً من ردود الفعل الرسمية والغير الرسمية.

وتحدث ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء أمس الثلاثاء، عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة، وذلك بعد أيام قليلة من دعوته إلى تهجير أهالي القطاع وإعادة توطينهم في دول أخرى مثل مصر والأردن.

وقال ترامب بعد محادثاته مع نتنياهو في البيت الأبيض إن "الولايات المتحدة ستتولى السيطرة على غزة، وسنقوم بمهمة فيه أيضا"، مضيفا: "سنطلق خطة تنمية اقتصادية (في القطاع) تهدف إلى توفير عدد غير محدود من الوظائف والمساكن لسكان المنطقة".

وزعم الرئيس الأمريكي أن غزة "يمكن أن تُصبح (بعد سيطرة بلاده عليها وتطويرها) ريفييرا الشرق الأوسط". كما لم يستبعد إمكانية نشر قوات أمريكية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة "ملكية طويلة الأمد" في قطاع غزة.

تصريحات في أعقاب صمود أذهل العالم

تأتي تصريحات ترامب فور توقف حرب الإبادة الجماعية، والتي شنتها دولة الاحتلال بدعمٍ مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية على مدار 15 شهراً، في حين صمد الشعب الفلسطيني في وجه آلة الإبادة التي دمرت قطاع غزة وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شهيد.

خلال فترة الحرب، روجت الولايات المتحدة الأمريكية إلى فكرة تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر، في حين قوبل ذلك برفضٍ شعبي وفصائلي فلسطيني، ورفض رسمي مصري.

وعمل جيش الاحتلال في خضم الحرب على فصل شمال قطاع غزة عن باقي المناطق، وتهجير الأهالي منه وارتكاب جرائم التطهير العرقي، وفق ما سُمي بـ"خطة الجنرالات" التي نُسفت بعمليات المقاومة الفلسطينية في الشمال، وصمود العائلات الفلسطينية فوق ركام منازلها المدمرة، وتوج ذلك بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وبدء عودة النازحين من جنوب ووسط قطاع غزة، الشمال بمشهدٍ أذهل العالم بأسره، وجسد الإصرار الفلسطيني برفض مخططات التهجير، في حين تأتي تصريحات ترامب بعد ذلك الصمود المحلمي.

إجماع على الرفض و"عدم الواقعية"

لم يقتصر صدى تصريحات ترامب الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة على الصعيد المحلي والإقليمي فحسب، بل تردد على صعيدٍ عالمي، في حين أجمعت كافة ردود الفعل على رفض التصريحات بشكلٍ قطعي، ووصفها بالغير واقعية.

في مقالٍ نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اتهمت به ترامب بشكلٍ ضمني بالتناقض بين دعايته الانتخابية التي روج لها فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وبين سياسته الدارجة بعد تنصيبه رئيساً على الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بنى حملته الانتخابية على أساس تقليص دور أميركا في الخارج، ولكن منذ تولّيه منصبه، صاغ رؤية عالمية توسّعية بدلاً من الانعزالية، وفق ما جاء في المقال.

وقالت الصحيفة "إنّ السيطرة على المنطقة المتنازع عليها بشدّة من شأنها أن تضع الولايات المتحدة في قلب أكثر الصراعات الدبلوماسية والأمنية تعقيداً في العالم، مما يثير احتمال أنّ ترامب يسجّل البلاد في النوع نفسه من التورّط الأجنبي الذي أخبر الناخبين أنه سيتجنّبه"، مشيرةً إلى خطورة زج الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة التي شهدت أشد المعارك تعقيداً وهي قطاع غزة.

وفي مقالٍ آخر، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية خطة ترامب بالغير واقعية، بينما وصفت الإعلان عن تهجير سكان غزة بأنه "استفزازياً، ومثيراً للاهتمام، وغريباً، ومثيراً للغضب وليس رئاسياً على الإطلاق".

وأضافت الصحيفة أن ترامب في جولته الرئاسية الثانية، يقدم أفكاراً أكثر وقاحة حول إعادة رسم خريطة العالم.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن فكرة ترامب ستكون "الالتزام الأوسع للولايات المتحدة الأمريكية والثروة في الشرق الأوسط منذ غزو العراق وإعادة إعماره قبل عقدين من الزمان" في إشارة إلى حجم التكلفة التي تفرضها الخطة على أمريكا.

من جانبها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، "إنّ أيّ نقل، قال ترامب إنّه قد يكون مؤقتاً أو دائماً، من شأنه أن يفجّر المنطقة، نظراً لتاريخ النزوح الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي لغزة الذي دام عقوداً من الزمان، حيث لا يثق الفلسطينيون ولا الزعماء العرب المجاورون في قدرة إسرائيل على السماح للفلسطينيين بالعودة إلى غزة إذا غادروها. ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي في مصر والأردن، حيث يخشى القادة أن يقابل أيّ تدفّق للفلسطينيين بغضب حادّ بسبب ظهور التعاون مع إسرائيل"، إشارة إلى خطورة عملية التهجير.

رفض دولي واسع

وأبدت مجموعة من الدول رفضها الواسع لتصريحات ترامب، حيث قال رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، إن خطة ترامب بشأن غزة غير مقبولة "فالقطاع ملك للفلسطينيين وسيبقى جزءا من فلسطين إلى يوم القيامة".

وأضاف في كلمة خلال فعالية بالعاصمة التركية أنقرة أن "استقبال ترامب للمدعو نتنياهو المتهم أمام القانون الدولي، وكأنه ملك يشكل جرحا غائرا في ضمير الإنسانية".

وشددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على أن قطاع غزة يعود إلى الفلسطينيين، قائلة: "هناك شيء واحد واضح، غزة ملك للفلسطينيين، تماما مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية. وتشكل هذه الأراضي نقطة البداية للدولة الفلسطينية المستقبلية".

وأضافت في بيان بعد تصريحات ترامب، أن "نفي السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة ليس فقط غير مقبول، ولكنه أيضا مخالف للقانون الدولي"، محذرة من أن أي محاولة للتهجير القسري للفلسطينيين ستؤدي إلى "معاناة وأحقاد جديدة"، وفقا للأناضول.

وأشارت بيربوك إلى أن مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة أعلنت بوضوح منذ البداية أنه لا ينبغي ترحيل السكان المدنيين في غزة ولا ينبغي احتلال القطاع بشكل دائم، مؤكدة أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل لا يشمل الفلسطينيين".

شددت وزارة الخارجية الفرنسية على أن التهجير القسري للفلسطينيين من غزة سيشكل عقبة خطيرة أمام حل الدولتين وسيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.

وقالت الوزارة في بيان إن "أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة سيكون انتهاكا للقانون الدولي واعتداء على المطالب المشروعة لهم"، مؤكدة أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد الذي يمكن أن يوفر الأمن والسلام".

وأدان رئيس الوزراء الاسكتلندي جون سويني تصريحات ترامب بشأن الاستيلاء على قطاع غزة، وقال إنه "بعد أشهر من العقاب الجماعي في غزة ومقتل أكثر من 40 ألف شخص، فإن أي مقترح لتهجير الفلسطينيين من منازلهم أمر غير مقبول وخطير".

وشدد سويني في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، على معارضته التطهير العرقي بحق سكان قطاع غزة.

ورفض رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز التعليق على تصريحات ترامب خلال مؤتمر صحفي في العاصمة كانبيرا.

وأضاف: "دعونا إلى وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وإيصال المساعدات إلى غزة. وأستراليا مستعدة لدعم إيصال المساعدات إلى غزة".

وشددت وزارة الخارجية الصينية على معارضة بكين لتصريحات ترامب شأن الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه إلى دول أخرى.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين سيين، "نعتقد أن الحكم الفلسطيني لفلسطين يجب أن يكون مبدأ أساسيا للحكم بعد الحرب" الإسرائيلية على قطاع غزة، مشددا على أن الصين تعارض جعل الفلسطينيين في غزة هدفا للتهجير القسري.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا