
الضفة الغربية - قدس الإخبارية: يواصل جيش الاحتلال عدوانه على محافظتي طولكرم وجنين، ليدخل اليوم شهره الثاني على التوالي.
وقالت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم، إن عدوان الاحتلال على طولكرم، خلف دمارًا كاملًا بالبنية التحتية والممتلكات، وأسفر عن استشهاد 12 فلسطينياً، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
وفرضت قوات الاحتلال حصارًا مطبقًا على مخيمي طولكرم ونور شمس، تزامنًا مع اقتحامات واسعة للمدينة وحصار لمستشفياتها، تخلّلها دهم وتفتيش المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، إضافة إلى قصف وحرق وهدم العشرات منها.
وأفادت اللجنة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن قوات الاحتلال طردت الأهالي تحت تهديد السلاح، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة بين سكان المخيمَيْن تجاوزت 15 ألف نازح، توزّعوا في مراكز إيواء ومنازل أقاربهم في المدينة وضواحيها وقراها.
وبحسب البيان، فقد تسبب العدوان في دمار شامل للبنية التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، مما أثر بشكل كبير على حياة السكان الذين بقوا في بعض أحياء مخيمي طولكرم ونور شمس، وفاقم من معاناتهم بسبب النقص الحاد في الطعام والمياه والأدوية وحليب الأطفال.
واعتقلت قوات الاحتلال خلال عدوانها المستمر على طولكرم 165 فلسطينياً على الأقل، إضافة إلى العشرات الذين خضعوا للتحقيق الميداني.
ودعت اللجنة الإعلامية في مخيم طولكرم إلى زيادة التركيز لدعم وإسناد أهالي المدينة ومخيماتها، وتسليط الضوء على حرب الإبادة التي يرتكبها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين.
المرصد الأورومتوسطي يدين العدوان
من جانبه أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأشد العبارات أوامر وزير حرب الاحتلال بالسيطرة على ثلاثة من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة الغربية ومنع عودة سكانها، ووصف تعكس بالتصعيد لجريمتي الفصل العنصري والتهجير القسري اللتين يمارسهما الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني منذ نكبة عام 1948.
وذكر المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي الثلاثاء أنّ وزير حرب الاحتلال أكّد في بيان علني طرد نحو 40 ألف لاجئ فلسطيني من مخيمات "جنين" و"طولكرم" و"نور شمس" شمالي الضفة الغربية، متذرعًا بمزاعم محاربة وتدمير "البنية الإرهابية" في تلك المناطق، بينما ما يحدث على أرض الواقع هو اقتلاع جماعي للفلسطينيين من أماكن لجوئهم، وتدمير شامل لمنازلهم، ومصادر رزقهم، والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والطرقات، في محاولة لفرض واقع جديد يجعل عودتهم مستحيلة، سواء على المدى القريب أو البعيد.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن هذه الأفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مكتملة الأركان، إذ ينفذ جيش الاحتلال عملياته العسكرية في هذه المناطق بأساليب تشكل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي، التي تُلزم القوة القائمة بالاحتلال بحماية المدنيين والأعيان المدنية، وتحظر استهدافهم أو تعريضهم لهجمات مباشرة أو عشوائية أو مفرطة.
وشدد المرصد على أن هذه الانتهاكات، التي تتكرر بشكل منهجي وتتخذ طابعًا واسع النطاق، تعكس تجاهلًا صارخًا من قبل دولة الاحتلال لالتزاماتها القانونية الدولية، وتشكل خطرًا جسيمًا على السكان المدنيين، الأمر الذي يستوجب تدخلا دوليًا عاجلًا ومحاسبة فورية لضمان عدم إفلات المسؤولين من العقاب.
وحذر المرصد من خطط الاحتلال التي يسعى من خلالها لفرض أمر واقع جديد في المناطق التي تخضع لسيادة السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يعني عمليا إنهاء الاتفاقيات الموقعة معها، وإلغاء لدورها الفعلي في تلك المناطق، وقد يكون ذلك خطوة على طريق ضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها بالقوة، تنفيذًا لتوجهات وزراء اليمين في حكومة الاحتلال، الذين أعلنوا أن عام 2025 سيكون عام السيادة عليها.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا