خبير عسكري: إسرائيل تحاول إفشال وقف إطلاق النار لتحقيق نصر أكثر وضوحا

تعكس محاولات الحكومة الإسرائيلية الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف الحرب رغبتها في تحقيق نصر عسكري أكثر وضوحا، كما يقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي.
فقد نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية عن مصدر إسرائيلي أن إسرائيل تخطط لإقامة مناطق عازلة شمال وشرق قطاع غزة خلال المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار لتفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إضافة إلى نيتها إرجاء الانسحاب من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
كما نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤولين إسرائيليين أن مقاتلي حماس أعادوا تنظيم صفوفهم في وحدات قتالية جديدة مع آلاف لم يغادروا شمال القطاع.
وإلى جانب ذلك، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن حماس تعلمت دروسا أساسية من العمليات البرية الإسرائيلية السابقة، وإنها استعادت السيطرة على المؤسسات المدنية في غزة.
محاولة تحقيق نصر أوضح
ومع عدم انتهاء الحرب بشكل كامل، فإن كلا الطرفين سيعمل على إعادة بناء نفسه عسكريا وبشريا غير أن الوضع الحالي لحماس ليس مبررا منطقيا لاستئناف الحرب، كما قال الفلاحي في تحليل للجزيرة.
فعلى الرغم من إعادة الحركة بناء ونشر قوتها خصوصا في شمال القطاع، فإن محاولات إسرائيل الانقلاب على وقف إطلاق النار تعود لأسباب سياسية، برأي الخبير العسكري.
إعلانولا تعني إعادة حماس بناء قوتها البشرية أنها عوضت خسائرها في المعدات والذخائر خلال 15 شهرا من الحرب، ومن ثم فإن إسرائيل -كما يقول الفلاحي- تحاول العودة للقتال لتحقيق نصر أكثر وضوحا.
والأهم من ذلك أن إسرائيل تحاول التملص من مسألة الانسحاب من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر والذي يمثل تواجدها فيه مخالفة واضحة لاتفاقية كامب ديفيد بين تل أبيب والقاهرة.
ولعل هذا ما دفع مصر لحشد قوة النخبة في جيشها قرب الحدود في تحرك يقول الخبير العسكري إنه يعطي مؤشرا على احتمال تزايد خلافها مع إسرائيل مستقبلا.
لذلك، فإن محاولات إسرائيل إفشال اتفاق وقف إطلاق النار تنطلق -برأي الفلاحي- من رغبتها في تدارك المكاسب السياسية التي لم تتمكن من تحقيقها خلال الفترة الماضية رغم الدمار الكبير الذي ألحقته بالقطاع.
وفي سياق متصل، قال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تبحث تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما في إطار سعيها لاستعادة 63 محتجزا لا يزالون محتجزين هناك، مع إرجاء الاتفاق بشأن مستقبل القطاع في الوقت الراهن.
ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني بدعم من الولايات المتحدة ومساعدة كل من مصر وقطر، يوم السبت المقبل ولم يتضح بعد ما سيتبع ذلك.
وإذا لم يتم الاتفاق على شيء بحلول يوم الجمعة، يتوقع المسؤولون إما العودة إلى القتال أو تجميد الوضع الراهن بحيث يستمر وقف إطلاق النار، ولكن دون عودة الرهائن مع احتمال أن تمنع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.