
خاص - شبكة قُدس: قال مساعد مدير دائرة التوجية المعنوي في القوات المسلحة اليمنية، القيادي في جماعة أنصار الله اليمنية، أمين البرعي، إن الردّ اليمني سيكون شديدًا على القوّات الأمريكية ومصالحها في المنطقة حيث باتت هدفًا عسكريًا شرعيًا للقوات المسلّحة اليمنية.
وتعقيبا على الغارات الأمريكية التي استهدفت اليمن في الأيام الأخيرة وأسفرت عن ارتقاء نحو 53 شهيدًا وإصابة أكثر من 100 جريح منذ مساء السبت الماضي، أضاف البرعي في لقاء خاص لـ "شبكة قُدس": "البادئ أظلم.. العدوان الأمريكي سيدفعنا لتوسيع نطاق عملياتنا البحرية، لتشمل مناطق حسّاسة واستراتيجية لأهداف أمريكا وحلفائها في الشرق الأوسط، والقوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني على أهبة الاستعداد لمواجهة العدوان الأمريكي والتصدي له بكل حزم وقوة، سواءً بالردّ البحري أو البرّي، لأننا صنعنا صواريخًا وطائرات مسيّرة لن يستطيع العدو التعامل معها، وستطال جميع القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وأهدافهم في البحر الأحمر".
واعتبر البرعي أن أمريكا ستخسر مواجهتها لليمن في نهاية المطاف كون مطلبها من هذا العدوان هو استمرار حصار وتجويع غزة، بينما مطلب اليمن هو فكّ الحصار وإدخال الغذاء والدواء وإنقاذ أطفال ونساء غزة، وفق تعبيره. مشيرًا إلى أن قيادة القوّات المسلّحة اليمنية، وأنصار الله مستمرّون في دعم القضية الفلسطينية مهما كان الثمن، والعمليات البحرية مستمرّة حتى فكّ الحصار عن غزة، وستتوسع إلى حدٍ لا يطيقه الأمريكي أو البريطاني أو الإسرائيلي أو من يتعاون معهم.
وتابع البرعي: "سنرد على أمريكا بشكل احترافي وموجع، ولتتحمل الدول التي تعتدي علينا تبعات ذلك، وفي حال ظنّت أمريكا أن عدوانها سيغير موقفنا، فهم يعيشون في الأوهام. والآن أمريكا كشفت عن وجهها الحقيقي الخبيث الزائف وظهرت بالوجه الحقيقي الذي تعادي فيه أحرار العالم بدءًا من غزة وانتهاءً بكل دول المنطقة".
ولفت القيادي في أنصار الله إلى أن مصالح أمريكا في المنطقة كلّها ستتضرر "لأنها مهندسة الصراعات العرقية والطائفية في المنطقة، ولأن القوّات المسلّحة اليمنية ستلقّن من اعتدى على اليمن دروسًا لن ينساها، لأن اليمن مقبرة الغزاة، وعلى الأمريكي والكيان الإسرائيلي فهم ذلك، وعليهم أن لا يلعبوا بالنار".
وردا على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لجماعة أنصار الله بأنهم إن لم يتوقفوا عن شن الهجمات في البحر الأحمر، "فسيشهدون جحيما لم يروا مثله من قبل"؛ قال: "الجحيم الذي يهددنا به، سيكون محرقة على أمريكا وعلى ترامب، وسنقابل التصعيد بالتصعيد، والتحدي بالتحدي، وصواريخنا ستطال جميع القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، وأهدافهم في البحر الأحمر".
وتابع: "هناك مفاجآت كبيرة سنعلن عنها قريبًا في إطار ردّنا على العدوان الأمريكي، ولن يؤثر العدوان على قرارنا في نصرة غزة".
وأوضح البرعي أنهم يمتلكون أسلحة ردع متطورة ظهرت بشكل جلي في عمليات إسناد غزة. مضيفًا: "نبشر إخواننا في فلسطين وفي محور المقاومة، بأن اليمن يمتلك أسلحة ردع استراتيجية لن يستطيع العدو التعامل معها، وابتكرنا تكنولوجيا حديثة ومتطورة في طائراتنا وصواريخنا سيصعب على العدو مواجهتها".
وعن سؤال "شبكة قُدس" حول مطلب أنصار الله لإيقاف العمليات البحرية، أجاب البرعي: "مطلبنا واضح وهو فكّ الحصار، وفتح المعابر، وإدخال الغذاء والدواء والمساعدات إلى قطاع غزة. ودماء الشعب اليمني ليست أغلى من دماء الفلسطيني، خاصّة في غزة. وهذه المطالب هي حقّ كفلته القوانين الشرعية والدولية والسماوية".
واعتبر البرعي أن " أمريكا هي أم الإرهاب ولا يحق لها تصنيف أحد ضمن الإرهاب، لأن هي من تدعمه في كلّ العالم، ولو كنّا فعلًا إرهابيين لكنّا حلفاء أمريكا". مستشهدًا بذلك أن جميع ضحايا العدوان الأمريكي على اليمن كانوا من المدنيين العزّل.
وعن ادعاء البيت الأبيض أن "الضربات الأمريكية قتلت العديد من قادة الحوثيين"، أكد البرعي قائلًا: "ادعاء أمريكا أنهم استهدفوا قيادة الشعب اليمني، غير صحيح، لأننا فكّكنا سابقًا جميع خلاياهم الاستخباراتية التجسسية الداخلية، ولن يستطيعوا الوصول إلى قيادتنا لأننا نمتلك تجربة عسكرية متطورة كشفت طرق تجسسهم علينا. وكلّ ضحايا العدوان الأمريكي من النساء والأطفال، ولهذا خياراتنا مفتوحة في الردّ على هذا الاعتداء".
ولفت البرعي إلى أن زعيم الثورة اليمنية، عبد الملك الحوثي، سيعلن في الفترة القادمة بالوقت المناسب عن مراحل جديدة في المواجهة وفق الخطط العسكرية الدقيقة التي أعدّتها القوات المسلّحة اليمنية.
وأضاف: "القوات المسلحة أعدت الدراسات والبحوث ووضعت استراتيجية معقدة للتعامل مع مثل هكذا عدوان منذ سنوات ولكنها بعد معركة طوفان الأقصى ازدادت خبرة وتجربة أكثر واقعية، وهي الآن تتعامل مع القوات البحرية الأمريكية بكل حزم وشدة وسددت أقصى الضربات للقطع البحرية وحاملات الطائرات بعملية عسكرية نوعية استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري ترومان (CVN - 75) بـ 18 صاروخًا وطائرةً مسيرة، بعد الغارات الأمريكية على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات وحققت إصابات مباشرة".
وشدّد البرعي على أنّ توجيهات القيادة اليمنية واضحة "وهي مواجهة التصعيد بالتصعيد عبر استهداف القطع البحرية الأمريكية وحاملات الطائرات، وصولاً الى حظر السفن الأمريكية التجارية". وتابع: "لدينا كل المعلومات الدقيقة عن التحركات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية في المنطقة والجهات المساندة لهم في العدوان على بلدنا".
وبحسب البرعي، فإن الغارات الأمريكية على اليمن تعتبر تشجيعًأ للكيان الإسرائيلي على الاستمرار في حصار وارتكاب الجرائم بحق غزة وأهلها شرعنة لهم لممارسة المزيد من القتل والدمار.
واختتم البرعي حديثه برسالة موجّهة للدول العربية "بأن عليهم فهم اللعبة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وأن لا يصمتوا أمام تهديد وتهجير وحصار الفلسطينيين في غزة، لأن سكوت الدول العربية عن هذا العدوان يعني أن الدور القادم سيكون عليهم. لأن من يخذل غزة، سيكون دوره بعدها لا محالة، وهذه فرصة للمّ شمل الأمة العربية لمواجهة كيان الاحتلال لأن سبل السلام مع الإسرائيلي غير مجدية". وتابع: "على الدول العربية أن يستخدموا سياسة مقاطعة دولة الاحتلال، وأن يتحرروا من الهيمنة الأمريكية وأن ينفذوا إجراءات مشرّفة في نصرة غزة، ونحن سنكون معهم في هذا لأن النصر قريب".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا