Skip to main content

رقص على دماء الشهداء بحضور شخصيات من السلطة.. دعوات لمقاطعة ايكون مول برام الله

13 نيسان 2025
https://qudsn.co/photo_2025-04-13_15-46-22

متابعة - شبكة قدس: في الوقت الذي يمارس به الاحتلال حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وتفتك آلة الدمار والقتل الإسرائيلي في مخيمات شمال الضفة الغربية، شهدت مدينة رام الله يوم أمس السبت، مهرجاناً افتتاحياً لأحد مراكز التسوق التجارية الجديدة، بحضور رسمي من قيادة السلطة ومنها محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، وبعض شخصيات رأس المال في الضفة، التي طفت على المشهد خلال السنوات الأخيرة.

جاء الافتتاح بالتزامن مع المجازر المروعة التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة، والتي يرتقي ضحيتها عشرات الشهداء يومياً، وفي الوقت الذي تقتحم به مجموعات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك وتدنسه، وتدعو بشكلٍ علني لذبح القرابين به، فضلاً عن الاعتقالات اليومية والحصار الذي أحكمه جيش الاحتلال على مدن وبلدات الضفة المحتلة، وتشريد سكان المخيمات.

وهم "السلام مقابل الاقتصاد"

لم يكن الافتتاح مجرد نشاط تجاري، بل انعكس لما هو أعمق من ذلك، بكشف السلطة الفلسطينية وقيادتها، والتي عملت جاهدة على تعميق حالة الانفصام بالمشهد الفلسطيني ككل، ومحاربة أي نشاط مقاوم للاحتلال، عبر كي الوعي والوسائل الناعمة، فالسلطة الفلسطينية منذ بدء حرب الإبادة على غزة، وتوغل الاستيطان وجرائم الاحتلال في الضفة، سعت لشيءٍ واحد فقط، وهو ربط المقاومة بمشهد الدمار والإجرام الذي يمارسه الاحتلال، وإظهار مشروعها كمشروع حياة للفلسطينيين.

ولعل هذه السياسة قد اتبعتها السلطة بشكلٍ مباشر ومكثف، بعد انتهاء انتفاضة الأقصى، وعزل الحكومة العاشرة المنتخبة فلسطينياً، وتسلم سلام فياض لمنصب رئيس الوزراء، والذي حمل معه مشروع "السلام مقابل الاقتصاد".

وقد أصبحت سياسة السلطة قائمة على النيوليبرالية الاقتصادية رغم أن الاحتلال الإسرائيلي هو العامل الرئيسي في التحكم بالاقتصاد الفلسطيني ولكن السلطة ذهبت باتجاه إسقاط مفاهيم اقتصادية عالمية على واقع فلسطيني تحت الاحتلال والهدف كان خلق فجوة بين الهم الوطني والهم الخاص.

واعتبر نشطاء فلسطينيون، أن "القضية ليست في هذا النشاط التجاري، بغض النظر عن شكل هذا النشاط، لكنه في النهاية مجرد تفاعل تجاري تحكمه مجموعة من المحددات والعوامل، لكن القضية الأساسية دائمًا كان متعلق بالنموذج المشوه الذي تنظر له سلطة التنسيق الأمني".

وقد أثبتت السلطة خلال السنوات الماضية موقفها، بل كشفت سوءتها ووجهها الحقيقي بنفسها وخطواتها على الأرض وخطابها، من خلال ملاحقة المقاومين في الضفة المحتلة واعتقالهم وتصفيتهم، ومحاولات كي وعي الناس، وتعميق شرخ الانقسام الفلسطيني، والترويج لنموذج رام الله، القائم على الامتيازات الممنوحة من الاحتلال والجهات الداعمة له، وهو نموذج منعزل كلياً عن قضايا شعبه الحقيقية. 

‏واستندت السلطة على رفض أي مسار من مسارات المصالحة الفلسطينية، واصلاح المؤسسات السياسية للشعب الفلسطيني، ومنع ومحاربة الانتخابات الفلسطينية بكافة مستوياتها، ومحاربة المبادرات الوطنية والاجتماعية التي تعزز صمود الفلسطينيين.

رفض قطعي ودعوات للمقاطعة

وأثار الحدث ردات فعل العديد من الكُتاب والصحفيين والنشطاء الفلسطينيين، الذين أعلنوا رفضهم واستنكارهم للخطوة، ووجهوا دعوات لمقاطعة مركز التسوق الجديد. 

واعتذر نشطاء من قطاع غزة، للفلسطينيين والعرب، وقالوا: نعتذر لكل مصري وأردني وسوري وكل عربي ومسلم، وكل إنسان انتقدناه بتهمة الخذلان طوال فترة الإبادة في غزة.

وعلق آخرون على الحدث، قائلين، أن "رام الله عاصمة أوسلو تترنح على أصوات القصف على قطاع غزة، كم تبعد جنين وطولكرم عن رام الله".

ودشن نشطاء وسم "قاطع أيكون مول"، واعتبروا أن أكثر ما يغضب في الافتتاح الضخم أن المركز التجاري يعج بالأفراد، مشككين لخطوة الافتتاح وأهدافها خاصة.

وقال نشطاء، إن رام الله أقرب لغزة وجنين، من القاهرة وعمان ودمشق وبيروت، رام الله أقرب لغزة من عدن وصنعاء.


 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا