مرصد "فيرا روبين" يصدر أولى صور الكون عبر أكبر كاميرا بالعالم

أصدر مرصد "فيرا سي روبين" التابع لمؤسسة العلوم الوطنية ووزارة الطاقة الأميركيتين أولى صوره أمس الاثنين، والتي تبين ظواهر كونية ملتقطة على نطاق غير مسبوق.
ففي أكثر من 10 ساعات بقليل من عمليات الرصد التجريبية التقط مرصد روبين ملايين المجرات ونجوم درب التبانة وآلاف الكويكبات، وتمثل هذه الصور لمحة موجزة عن المهمة العلمية القادمة للمرصد، والتي ستمتد لـ10 سنوات.
وإليك مقطعا مرئيا قصيرا أعلن عنه الفلكيون من المرصد، وهو عبارة عن جولة في مقطع سماوي يضم نحو 10 ملايين مجرة في صورة واحدة مجمعة من 1100 لقطة، وتمثل 0.05% فقط من العدد المتوقع تصويره خلال المشروع.
أكبر كاميرا في العالم
يقع المرصد على قمة سيرو باتشون في تشيلي على ارتفاع 2682 مترا، وهي واحدة من أشد المناطق جفافا في العالم، وبالتالي لا تعيق رطوبة الهواء رصد الأجرام السماوية.
ويهدف المرصد إلى إجراء مسح شامل للسماء الجنوبية كل 3-4 ليالٍ على مدار 10 سنوات مقبلة ضمن مشروع يُعرف باسم "مسح التراث للفضاء والزمن".
يستخدم المرصد أكبر كاميرا رقمية في العالم بدقة 3200 ميغابكسل، ويمكنها أن تلتقط صورة كل 30 ثانية، وتغطي مساحة تعادل 45 مرة حجم القمر الكامل في السماء، والهدف من ذلك هو إنشاء فيلم زمني عالي الدقة للسماء ليلا يُظهر التغيرات عبر الزمن.

أولى الصور
وبحسب بيان رسمي صادر عن منصة المرصد، فإن الصور الأولى التُقطت في أبريل/نيسان 2025 وشملت سديم التريفيد، وهو سحابة غازية تبعد نحو 5 آلاف سنة ضوئية، وسديم البحيرة، وهو منطقة نشطة لتكوين النجوم على بعد 4 آلاف سنة ضوئية، وعنقود العذراء، وهو مجموعة ضخمة من المجرات تبعد نحو 54 مليون سنة ضوئية.
وخلال فترة عمل قصيرة تمكن المرصد من اكتشاف أكثر من 2100 كويكب جديد، بما في ذلك 7 كويكبات قريبة من الأرض (لا تشكل خطرا مباشرا).
إعلانويهدف المرصد إلى دراسة المادة والطاقة المظلمة، القوى الغامضة التي تشكل 95% من الكون، إلى جانب مهام أخرى مثل رصد الأجرام التي تتغير في السماء مثل انفجارات النجوم، واكتشاف الأجسام القريبة من الأرض مثل الكويكبات والمذنبات.
وإلى جانب ذلك، يهدف المرصد إلى إنشاء قاعدة بيانات ضخمة تحتوي على معلومات عن نحو 40 مليار جسم سماوي، مما قد يسهم في اكتشافات فلكية مهمة.
ويمتلك هذا المرصد مزايا عدة لم تجتمع في مرصد واحد من قبل، منها التقدم التكنولوجي عبر مرآة رئيسية بقطر 8.4 مترات ونظام بصري متقدم، مما يتيح تصويرا واسع النطاق وعالي الدقة وتطبيق البيانات الضخمة، حيث يجمع المرصد بيانات تفوق ما جمعته جميع التلسكوبات البصرية السابقة مجتمعة.