Skip to main content

فرنسا تُسلّم آخر قواعدها العسكرية في السنغال

17 تموز 2025

فرنسا تُسلّم آخر قواعدها العسكرية في السنغال

مناورة عسكرية للقوات السنغالية والفرنسية بالعاصمة دكار يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (غيتي إيميجز)
17/7/2025-|آخر تحديث: 18:58 (توقيت مكة)

أعلنت فرنسا رسميًا تسليم آخر قاعدتين عسكريتين لها في السنغال، وهما معسكر جيلي (أكبر قاعدة فرنسية في البلاد) والمطار العسكري في مطار دكار الدولي، وذلك خلال مراسم أُقيمت اليوم الخميس بحضور كبار المسؤولين من الجانبين، بينهم الجنرال مباي سيسيه (رئيس الأركان السنغالية) والجنرال باسكال ياني (قائد القوات الفرنسية في أفريقيا).

ويمثل هذا الانسحاب نهاية لوجود الجيش الفرنسي في السنغال الذي امتد إلى 65 عامًا، ويأتي في سياق انسحابات مماثلة من مستعمرات سابقة باتت تدير ظهرها لهذه القوة الاستعمارية السابقة.

ويأتي انسحاب باريس أيضًا في وقت يشهد فيه إقليم الساحل تصاعدًا في النزاعات، حيث تهدد أعمال العنف في مالي وبوركينا فاسو والنيجر دول خليج غينيا جنوبًا.

وكانت مهمة الجنود الفرنسيين في السنغال تتركز على تنفيذ عمليات مشتركة مع الجيش السنغالي، وقد بدأ انسحابهم التدريجي منذ مارس/آذار الماضي.

وقال الجنرال سيسيه إن التسليم يمثل "منعطفًا مهمًا في المسار العسكري الطويل والغني بين بلدينا" كما أشار الجنرال ياني إلى أن فرنسا "تعيد ابتكار شراكاتها بأفريقيا الديناميكية" مضيفًا "نطوي صفحة في التاريخ العسكري لبلدينا.. علاقة خاصة وأساسية لدول المنطقة".

وكان الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، الذي فاز بالانتخابات العام الماضي على وقع وعود بالتغيير الجذري، قد طالب بانسحاب القوات الفرنسية بحلول عام 2025. لكنه، خلافًا لقادة مالي وبوركينا فاسو والنيجر الذين يحكمون عبر أنظمة عسكرية، أكد أن السنغال ستواصل التعاون مع باريس.

ومنذ استقلالها عام 1960، كانت السنغال من أوثق حلفاء فرنسا في أفريقيا، واستضافت قواتها العسكرية على مدار تاريخها.

كما دعا الرئيس فاي فرنسا إلى الاعتذار عن الجرائم الاستعمارية، بما في ذلك مجزرة الأول من ديسمبر/كانون الأول 1944 والتي راح ضحيتها عشرات الجنود الأفارقة الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا في الحرب العالمية الثانية.

إعلان

ومع تزايد التشكيك في الوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا، أغلقت باريس أو قلّصت عدد قواتها في قواعد عدة عبر مستعمراتها السابقة.

ففي فبراير/شباط الماضي، سلّمت فرنسا آخر قاعدة لها بساحل العاج، منهية بذلك عقودًا من الوجود العسكري هناك. وفي يناير/كانون الأول، سلّمت قاعدة كوسي في تشاد آخر موطئ قدم لها في منطقة الساحل.

(الجزيرة)

وقد أطاحت الانقلابات العسكرية في بوركينا فاسو والنيجر ومالي بين عامي 2020 و2023 بحكومات مدنية، وجاءت بأنظمة عسكرية طردت مجتمعة نحو 4300 جندي فرنسي، وقطعت علاقاتها مع باريس، متجهة نحو موسكو طلبًا للدعم في مواجهة اضطرابات الساحل المستمرة منذ عقد.

أفراد من القوات الجوية الفرنسية في قاعدة دكار الجوية الفرنسية (رويترز)

كما طالبت جمهورية أفريقيا الوسطى، وهي مستعمرة فرنسية سابقة أرسلت إليها روسيا مرتزقة، بانسحاب فرنسي مماثل.

وفي المقابل، حوّلت فرنسا قاعدتها في الغابون إلى معسكر مشترك مع الدولة المضيفة.

وبعد انسحاب الخميس، ستبقى جيبوتي، الدولة الصغيرة في القرن الأفريقي، المقر الوحيد الدائم للجيش الفرنسي في القارة، حيث تعتزم باريس تحويل قاعدتها هناك، التي تضم نحو 1500 عنصر، إلى مقر القيادة العسكرية الفرنسية في أفريقيا.

المصدر: وكالات

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا