
القدس المحتلة - شبكة قُدس: استولت ميليشيات استيطانية، مؤخرا، على مبنى تاريخي جديد في شارع الواد بالبلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، في خطوة جديدة ضمن مخطط تهويد المدينة وطمس هويتها العربية والإسلامية.
ويقع المبنى المستولى عليه على بُعد أمتار قليلة من باب الناظر (باب المجلس)، أحد الأبواب الرئيسية المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك، ما يضفي على الخطوة أبعادًا خطيرة تتصل بمحاولات فرض وجود يهودي دائم ومكثف في محيط الأقصى.
وتعود ملكية المبنى لعائلات مقدسية، وقد سبق أن استولت عليه جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية عام 1983، بغطاء من سلطات الاحتلال، وحوّلته لاحقًا إلى مدرسة دينية يهودية تُعرف اليوم باسم “عطيرت يروشلايم”، لكنها وسعت نشاطها مؤخرًا داخله مع تعزيز وجود المستوطنين.
وتُعد “عطيرت كوهنيم” من أبرز الجمعيات الاستيطانية النشطة في البلدة القديمة، وتعمل منذ عقود على شراء أو السيطرة على العقارات الفلسطينية بوسائل متعددة، بينها الوساطة المشبوهة، أو الاستيلاء المباشر بقرارات قضائية من محاكم الاحتلال.
وتأتي هذه الخطوة في سياق تصعيد ممنهج تنفذه جمعيات استيطانية، بدعم مباشر من حكومة الاحتلال، لفرض وقائع جديدة في المدينة المحتلة، ولا سيما في قلبها التاريخي، حيث المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وذلك في إطار مسعى لتحويل القدس إلى “عاصمة يهودية خالصة”.
وتشهد البلدة القديمة في القدس المحتلة، في السنوات الأخيرة، تصاعدًا في وتيرة التهويد، من خلال الاستيلاء على البيوت والعقارات، وإنشاء البؤر الاستيطانية، والتضييق على السكان المقدسيين، فضلًا عن الحفريات المكثفة التي تهدد أساسات المسجد الأقصى والمنازل المحيطة به.
وحذر ناشطون مقدسيون من أن السيطرة على هذا المبنى تمثل حلقة ضمن سلسلة طويلة تستهدف تفريغ البلدة القديمة من سكانها الأصليين، وفرض الطابع التلمودي على المناطق المجاورة للمسجد الأقصى، في ظل صمت دولي مقلق واستمرار الدعم الأمريكي غير المشروط للاحتلال.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا