إفران "جوهرة" الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب

بفضل طبيعتها الخلابة وخضرتها الدائمة، تعد إفران الواقعة في قلب جبال الأطلس (شمال المغرب) واحدة من أبرز الوجهات التي تستقطب سياحا من كافة أنحاء العالم خاصة فصل الصيف. كما تشكل هذه المدينة -التي يتجاوز ارتفاعها 5 آلاف و413 قدما- قبلة لأبطال المغرب في ألعاب القوى الذين يجدون في مناخها المعتدل وهوائها النقي ظروفا مثالية لممارسة الرياضة.
وتحتضن إفران بطبيعتها الجبلية كثيرا من الكهوف والبحيرات والعيون المائية كما تتزين بأشجار الأرز التي تزيدها جمالا وتمنحها طابعا ساحرا يميزها عن باقي المدن المغربية.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsوعلى بعد مئات الأمتار، يظهر جمال إفران حيث تكتسي أسقف منازلها بالقرميد الأحمر الذي يتجانس مع أشجار الأرز، لتشكل لوحة طبيعية استثنائية. وقرب مداخل المدينة، يلوح بعض الشباب بمفاتيح الشقق في إشارة إلى توفر عروض إيجار للزوار والسياح.

عروس الأطلس
نبيل الجاي الباحث المغربي المتخصص في تاريخ إفران وصف جمالها قائلا إنها "عروس الأطلس، وجوهرة البلاد". وأضاف في حديثه للأناضول "تعتبر إفران من بين أنظف مدن العالم، خاصة أنها تقع بين جبال الأطلس". إلى جانب ذلك، فإنها تكتسي خلال فصل الشتاء بالثلوج البيضاء مما يضفي عليها جمالا "أخاذا".
وفي حديثه عن أشجار الأرز، قال الباحث إنها تزيد من الجمال الطبيعي لهذه المدينة، لافتا إلى أن أعمار بعض تلك الأشجار يزيد على 6 قرون، وتابع واصفا المشهد "هذه الأشجار تشكل لوحات فنية مفتوحة للعموم، وكأنها متحف طبيعي".
ورغم أزمة الجفاف التي تضرب المغرب للسنة السابعة على التوالي، فإن أشجار الأرز ما زالت منتشرة في ضواحي إفران وقلبها، وفق الجاي. ولكن هذه المدينة الجبلية تأثرت بتلك الأزمة التي تسببت بجفاف عدة بحيرات مشهورة في المنطقة أبرزها "ضاية عوا".
إعلانوقال الجاي إن إفران تستقبل سياحا من أنحاء العالم سواء من الجالية المغربية بالخارج أو الأجانب، مضيفا أن جنسيات آسيوية انضمت إلى لائحة الزوار.
وذكر أن المدينة تشكل قبلة أيضا لهواة صيد الأسماك حيث تحدد السلطات المغربية أوقاتا معينة للصيد في إطار محافظتها على الثروة السمكية. وبحسب الجاي، فإن عددا من أحواض تربية الأسماك تنتشر في المدينة، مما يزيد من مميزات استقطابها للسياح.

سويسرا المغرب
بسبب معالمها الخضراء وهندستها الحديثة وطبيعتها الكبيرة، يطلق كثيرون على إفران لقب "سويسرا المغرب" مشيرين إلى حالة التشابه بين جبال الأطلس والألب في سويسرا. وقال الفنان المغربي رشيد العمراني من سكان إفران إن "طبيعة إفران الخلابة من أشجار وورود تجعلها قبلة للسياح، سواء المغاربة أو الأجانب".
وأضاف خلال حديثه للأناضول أن جمال إفران الطبيعي يجذب الكثير من السياح، واستكمل بهذا السياق "إفران ذات موقع إستراتيجي وتتميز بثروة طبيعية وسياحية فضلا عن وجود الشلالات والغابات، مما يجعلها بوابة لاستقطاب مجموعة من الزوار".
وأشار إلى أن هذه المدينة تشهد تنظيم "أنشطة ثقافية وفنية وسياحية" مما يجعل الرحلة إليها أكثر متعة. ولفت إلى وجود مجسم صخري لأسد وسط المدينة، حيث بات مزارا يتجمهر حوله السياح لالتقاط صور تذكارية قربه، وفق قوله.
وتنتمي إفران معماريا وتاريخيا إلى عهد الاستعمار الفرنسي الذي أنشأ هذه المدينة عام 1929 على طرازه المعماري لتحاكي منتجعا أوروبيا يأوي إليه المستوطنون الفرنسيون طلبا للراحة وحين الحنين للوطن، فـ"إفران" كما درج المغاربة على تسميتها "مدينة أوروبا المغربية".
وزمن الاستعمار، بنى الفرنسيون وغيرهم من البعثات الأجنبية الأوروبية بيوتا خشبية في إفران تشبه تلك المنتشرة في الأرياف الفرنسية خاصة المستقرة على سفوح جبال "الألب" كما أقاموا منتجعات كان يقصدها أهل النخبة ورجال السلطة الفرنسية، وهذا الطابع يكسب إفران هوية خاصة حيث يرتبط تاريخ المدينة بتاريخ قاصديها من السياح الأوروبيين بصفة خاصة.