Skip to main content

نتنياهو يُسجّل موعد الانتخابات في مذكراته

22 آب 2025
https://qudsn.co/نتنياهو يُسجّل موعد الانتخابات في مذكراته

ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشف الصحفي الإسرائيلي عميت سيغال في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو دوّن في مذكراته موعد الانتخابات المقبلة، محددًا شهر مارس/آذار 2026 كتقدير محتمل وليس كخطة رسمية.

ويأتي هذا في وقت يتزايد فيه القلق داخل حكومة الاحتلال من استمرار الحرب على قطاع غزة إلى أجل غير مسمى، وسط تساؤلات عن جدوى العملية العسكرية المستمرة وتداعياتها السياسية والأمنية.

فيما يتصاعد الغضب داخل الحكومة، عبّر أحد كبار أعضائها عن أمله بأن يتدخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لفرض وقف للحرب، كما فعل سابقًا بإحباط ضربة جوية كانت موجهة إلى طهران. هذا الصوت الناقد، الذي لا ينتمي إلى معسكر اليسار، يرى أن الحرب فقدت أهدافها: لا تحرير للأسرى، ولا استسلام لحركة حماس، ولا إنجازات أمنية تبرّر الكلفة السياسية، ليخلص إلى أن الوضع قد يستمر كما هو إلى أجل غير معلوم.

في المقابل، يحاول نتنياهو كسب الوقت عبر الدفع بقانون التجنيد الإجباري رغم المعارضة الواسعة له، وذلك ضمن استراتيجية تسمح له بالتمديد حتى سبتمبر 2026.

وتشير مصادر في حزب الليكود إلى أن نتنياهو أبلغ نشطاء من الحزب بأنه يتوقع إجراء الانتخابات في مارس 2026، في وقت يزداد فيه القلق من أن استمرار الحرب وتدهور العلاقات الدولية قد يؤدّيان إلى نهاية غير مرغوبة لحكومته.

في السياق ذاته، تطرح أوساط سياسية داخل الاحتلال خطة لحكم قطاع غزة عبر إدارة ثلاثية: الفلسطينيون من الداخل، وقوة متعددة الجنسيات من الدول العربية في الوسط، وجيش الاحتلال في الخارج. وتهدف الخطة إلى إجبار حماس على إلقاء سلاحها أو عزلها في مناطق محددة، لكن يُستبعد أن تنال دعمًا من ترامب، الذي يرفض أي صفقة تشمل إعادة إعمار القطاع أو انسحابًا كاملًا للاحتلال.

أزمات داخلية 

داخليًا، يتصاعد التوتر داخل معسكر نتنياهو، خاصة في ظل أزمة "قطر غيت"، حيث تُطرح تساؤلات حول ازدواجية المعايير في التعامل مع المشتبه بهم في قضايا فساد وعلاقات مشبوهة مع قطر. وعلى الرغم من التحقيقات الجارية ضد المستشار المقرب من نتنياهو يوناتان أوريتش، يواصل اللواء يوآف مردخاي – المشتبه به في نفس القضية – أداء مهامه الحساسة المرتبطة بملف الأسرى والمفاوضات مع قطر، دون أن تطاله أي إجراءات مشابهة، ما يطرح تساؤلات حول استهداف نتنياهو نفسه من خلال هذه القضية.

أما في المعسكر المعارض، فيشهد الوسط السياسي إعادة تشكيل للخريطة الحزبية، حيث يسعى نفتالي بينيت إلى تحالف ثلاثي يضم أفيغدور ليبرمان وغادي آيزنكوت، في محاولة لتقوية الجبهة المعارضة لنتنياهو واستقطاب الناخبين الغاضبين من أداء الحكومة الحالية. بينما يواصل آيزنكوت تأجيل حسم موقفه، وسط ارتفاع شعبيته بعد ابتعاده عن بيني غانتس، ما يجعله عنصرًا حاسمًا في أي ترتيبات انتخابية مقبلة.

وتُشير المؤشرات إلى أن الأزمة السياسية في كيان الاحتلال تزداد تعقيدًا مع اقتراب موعد الانتخابات، ووسط اتهامات للنخبة الأمنية بالتواطؤ مع أجندات خارجية، لا سيما في ظل تضارب المواقف من قضية التمويل القطري ومشاركة قادة أمنيين في فعاليات مشبوهة خلال كأس العالم.

ورغم نفي حزب الليكود تحديد موعد رسمي للانتخابات، فإن الرسائل السياسية المتواترة، ومحاولات احتواء تداعيات الحرب على غزة، وتدهور علاقات الاحتلال الخارجية، كلها تؤكد أن المعركة الحقيقية بدأت تخرج من حدود القطاع لتصل إلى عمق المشهد السياسي الداخلي.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا