مجلس الوزراء السوداني يعقد أول اجتماع له في الخرطوم منذ 2023

عقد مجلس الوزراء السوداني -الثلاثاء- أول اجتماع له في العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب في البلاد منتصف أبريل/نيسان 2023.
وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، بأن "حكومة الأمل" برئاسة رئيس الوزراء كامل إدريس "ناقشت في أول جلسة رسمية لها في الخرطوم بعد تشكيلها خطط كل الوزارات للعام الحالي بالتركيز على خدمات المواطنين ومعاشهم وأمن المواطن وإعادة الإعمار، وتأمين العودة الطوعية للمواطنين".
وقال إدريس في تصريح للصحفيين إن الاجتماع ناقش عددا من الموضوعات، منها ما يتعلق بتقوية الاقتصاد الوطني بكافة مناحيه وتهيئة البيئة لعودة المواطنين وإعمار ما دمرته الحرب بولاية الخرطوم.
وأكد على ضرورة تعزيز العلاقات الخارجية والتركيز على الدبلوماسية الرسمية والشعبية وإجراء حوار شامل سوداني لحل الأزمة الراهنة.
ووجه رئيس الوزراء الحكومة بإجراء حملة نظافة شاملة لولاية الخرطوم في إطار التهيئة وعودة الحياة تبدأ من يوم غد الأربعاء، وتتواصل حتى تكتمل عمليات النظافة بكل محليات الولاية.
وأعلن رئيس الوزراء عن خطة لعودة الحكومة إلى الخرطوم ابتداء من شهر سبتمبر/أيلول المقبل.
ويأتي الاجتماع بعد الإعلان عن خطة انتقال الحكومة إلى الخرطوم في شهر أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين، عقب مدة طويلة من إدارة شؤون الدولة من مدينة بورتسودان شرقي البلاد.

وتعد هذه الجلسة خطوة رمزية نحو إعادة انتقال مؤسسات الدولة في العاصمة، وسط ترتيبات أمنية متواصلة لضمان استقرارها بعد استعادتها من قبضة قوات الدعم السريع.
وفي 31 مايو/أيار الماضي، أدى إدريس اليمين الدستورية رئيسا جديدا لمجلس الوزراء أمام رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، الذي أصدر في 19 من الشهر ذاته مرسوما بتعيينه.
إعلانومنذ اندلاع الحرب أصبحت الخرطوم مسرحا للمعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي سيطرت على معظم أنحاء العاصمة ما عدا مقر قيادة الجيش ومقرات عسكرية في الخرطوم وبحري وأم درمان.
تقدم الجيش
وفي الأشهر الأخيرة، بدأت مساحات سيطرة قوات الدعم السريع تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لمصلحة الجيش، الذي وسّع نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.
وفي 21 مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش السوداني سيطرته على الخرطوم كاملة وخلوها من قوات الدعم السريع.
ويخوض الجانبان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
ورأى أحمد عمر خوجلي الصحفي والمحلل السياسي في حديثه للجزيرة نت أن انعقاد الاجتماع قبل الموعد المحدد في سبتمبر/أيلول المقبل يعكس تسارع الخطى نحو تثبيت مؤسسات الدولة في العاصمة.
وأضاف خوجلي أن هذه الخطوة بمثابة إشارة من قبل الحكومة لاستعادة العمل الحكومي والسياسي في البلاد.
ويرى محللون أن اجتماع مجلس الوزراء بوسط الخرطوم عقب سيطرة القوات المسلحة على الولاية، يعد خطوة مهمة نحو استعادة الحياة الطبيعية في العاصمة واستئناف الأنشطة الحكومية بشكل طبيعي. ومن المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز الاستقرار والتنمية في العاصمة السودانية.