لاكروا: سكان غزة المنهكون كيف لهم أن يفروا؟

قالت صحيفة "لاكروا" إن إسرائيل التي تقوم بغزو شامل لقطاع غزة، أمرت الفلسطينيين بالمغادرة إلى منطقة المواصي المهجورة، التي يخططون لحشد مئات الآلاف من النازحين فيها، بلا خدمات صرف صحي ولا مياه.
واستعرضت الصحيفة -في تقرير بقلم فينسيان جولي- مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر السكان وهم يلقون بممتلكاتهم من النوافذ للفرار بشكل أسرع، قبل أن ينفجر البرج في سحابة من الدخان الرمادي، ويختنق آلاف النازحين الذين نصبوا خيامهم قربه.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsend of listيقول شاب يعيش في برج مشتهى بصوت أجش، وهو منهك "نتعرض للقصف هنا وهناك وهناك"، مشيرا إلى كل الاتجاهات، ويتساءل "إلى أين نذهب؟ ماذا يريدون منا؟ نحن منهكون، أقسم إننا لم نعد نتحمل، لا أستطيع الكلام".

ودمر جيش الاحتلال برجا ثانيا -يوم السبت- في منطقة جنوب غرب المدينة، ونشر قائمة بالأبراج التي ينوي هدمها بشكل منهجي، وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد قائلا "نحن ندمر البنية التحتية للإرهاب، ونهدم الأبراج التي يشتبه في استخدام الإرهاب لها"، مضيفا أن حوالي 100 ألف من سكان مدينة غزة قد غادروا بالفعل.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العمليات مقدمة للهجوم الجديد الذي أعلنته إسرائيل على مدينة غزة، وهو في الواقع جار على قدم وساق، إذ يزعم جيش الاحتلال أنه يسيطر على 40% من المدينة التي يحاصرها، وهو يواصل هدم المباني بشكل منهجي منذ أسابيع.
إلى أين نغادر؟
وكانت سلطات الاحتلال قد دعت السكان إلى إخلاء مدينة غزة دون تأخير قبل الهجوم البري، وطلبت منهم الانتقال إلى "المنطقة الإنسانية" في المواصي، وهي مساحة صحراوية جنوب غرب غزة.
ويخطط الاحتلال لحشد مئات الآلاف من النازحين فيها، معتمدين على مؤسسة غزة الإنسانية، التي تؤدي توزيعاتها الغذائية إلى قتل يومي، فقد خلاله أكثر من 1400 فلسطيني حياتهم حتى الآن.
قليلون هم من يتجهون جنوبا، مقارنة بالنزوح الأول، هذه المرة قرر الكثيرون البقاء بسبب الإذلال والإرهاق الذي عانوه خلال رحلاتهم السابقة
بواسطة حمزة
وتقول ليلى -وهي والدة طفلة صغيرة- "إلى أين نغادر؟ نحن منهكون، فقدنا كل ما نملك، لا مستقبل لأطفالنا في أي مكان"، ويقول حمزة الذي عاد إلى منزله في مدينة غزة خلال هدنة يناير/كانون الثاني "قليلون هم من يتجهون جنوبا، مقارنة بالنزوح الأول، هذه المرة قرر الكثيرون البقاء بسبب الإذلال والإرهاق الذي عانوه خلال رحلاتهم، ولكن إذا اشتد القصف، أتوقع أن يفر المزيد من الناس خوفا من الموت، ليس لديهم خيار آخر".
وفي مقطع فيديو، أظهر الصحفي رامي أبو جاموس ابنه الصغير وليد، وهو يطوي ملابسه استعدادا لمنفى جديد، وقال "سنأخذ ملابس شتوية هذه المرة، ولن نكرر الخطأ نفسه، نحزم حقائبنا ونضعها في الطابق السفلي، مستعدين للمغادرة"، وذكر الصحفي أنه الآن يبحث عن خيمة بعد أن أعطى خيمته السابقة لمن هم أحوج إليها عند عودته إلى مدينة غزة.
إعلانولكن الخيمة العائلية تباع الآن بنحو 3500 شيكل (900 يورو)، كما أن الرحلة إلى جنوب القطاع بعربة تجرها الخيول تكلف حوالي 3 آلاف شيكل (770 يورو).
وذكر رامي أبو جاموس أن الوصول إلى المواصي لا يعني نهاية المعاناة، حيث استولى الناس في الجنوب -سواء من أهل المنطقة أو من المسلحين الذين يسيطرون عليها- على كل قطعة أرض، وعلى من يريد نصب خيمته استئجار الموقع بحوالي 250 شيكلا (65 يورو) شهريا".