بيروت - خاص قدس الإخبارية: دعا النائب في البرلمان اللبناني عن حركة أمل، محمد خواجة، إلى وقف إطلاق النار في لبنان وغزة دون أي شروط تهدف إلى تحقيق نصر إسرائيلي. وفي حديث خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية"، أوضح أن أي تعديل على قرار مجلس الأمن 1701 غير مقبول، وأن الوساطة الأمريكية ليست نزيهة وتتماشى مع الأهداف الإسرائيلية.
وتسعى الولايات المتحدة، عبر مبعوثها إلى لبنان عاموس هوكشتاين، للوصول إلى هدنة مؤقتة مدتها 60 يومًا بهدف تهدئة الأوضاع قبل الانتخابات الأمريكية، لكن خواجة يرى أن هذه الجهود مرتبطة بمصالح انتخابية لا أكثر.
جاءت هذه التصريحات الخاصة لـ "شبكة قدس" عقب تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بأن لبنان بات قريبًا من التوصل إلى اتفاق مع "إسرائيل" لوقف التصعيد في جبهة لبنان، بوساطة المبعوث الأمريكي. ويستند الاتفاق المقترح إلى نسخة معدلة من القرار الأممي 1701، أطلق عليها "1701 بلس"، مما يشير إلى إدخال تعديلات على القرار الأصلي الصادر في 11 آب/أغسطس 2006، الذي كان يهدف إلى تحديد شروط وقف إطلاق النار بعد حرب تموز 2006.
وتابع الخواجة: "أي مقترح لاتفاق حول جبهة لبنان لا يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 1701 لن يكون مقبولًا، ونرى أن الموقف الأمريكي من العدوان على لبنان كما الموقف الإسرائيلي، حيث يشتركون في الرؤية والهدف والخطّة والسلوك، وهذا ما تدركه مؤسسات الدولة في لبنان بأن الوسيط الأمريكي ليس نزيهًا".
وكان المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين قد زار لبنان في 21 من الشهر الجاري سعيًا للوصول إلى حل دبلوماسي يعكس الرؤية الإسرائيلية. وردّ رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل، نبيه بري، على هذه المحاولات بالتأكيد على رفض أي تعديل على القرار 1701، مشددًا على عدم السماح بتغيير حرف واحد منه. وعلق النائب محمد خواجة قائلًا: "أي تعديل على القرار مرفوض، وما لم يحصل عليه الإسرائيلي في الميدان لن يحصل عليه في السياسة. لا يستطيع أي وسيط أو مفاوض إسرائيلي خداع الرئيس بري، فهو يمثل جميع طوائف لبنان، ولا تنفع معه محاولات الترهيب أو الترغيب." كما أكد نعيم قاسم، نائب أمين عام حزب الله، أن بري هو المفوض بإدارة التفاوض السياسي والدبلوماسي باسمهم.
وردًا على سؤال قدس ما إن كانت لبنان قد وافقت على الانفصال عن جبهة قطاع غزة، أجاب الخواجة: "لم أسمع أحد يتحدث عن هذا بشكل مطلق، ونحن على موقفنا المعلن إلى جانب المقاومة في جنوب لبنان وحركة أمل جزءٌ من المقاومة وقدّمت نحو 150 شهيدًا، ولم يتحدث أحد حول الانفصال عن جبهة غزّة، وما زلنا على موقف الانحياز للمقاومة معتمدين على قدراتنا العسكرية والشعبية".
وتسعى الجهود الأمريكية والغربية، إلى جانب المساعي الإسرائيلية، لدفع لبنان نحو إجراء انتخابات رئاسية في الفترة المقبلة، حيث ترى "إسرائيل" أن انتخاب رئيس معتدل قد يسهم في إبعاد حزب الله عن الحدود، بحسب ما ذكرته صحيفة "هآرتس". لكن النائب محمد خواجة أكد أن الانتخابات الرئاسية لن تُجرى تحت ضغط التصعيد الإسرائيلي، مشددًا على أن هذا القرار سيُحسم بعد وقف إطلاق النار، باعتباره شأنًا لبنانيًا داخليًا.
واعتبر الخواجة أن الاحتلال الإسرائيلي لا يملك اليد العليا في المعركة، رغم القدرات التدميرية التي يمتلكها عبر الدمار والقتل، إلا أن ذلك كلّه لم يؤهله إلى تنفيذ أهدافه المعلنة في إرجاع المقاومة إلى ما وراء نهر الليطاني، ثمّ إعادة المستوطنين الإسرائيليين إلى مستوطنات شمال فلسطين المحتلّة، وذلك أمام صلابة وإرادة المقاتل اللبناني.
وأضاف: "رغم توغّل الجيش الإسرائيلي في بلدات عديدة جنوب لبنان، إلا أنهم لم يثبتوا في منطقة واحدة، لأن أماكن تواجدهم تعتبر عرضة لضربات المقاومة الشرسة التي تحقق إنجازات على الأرض رغم الفارق الهائل في القدرات والإمكانيات التي تعتمد على سلاح الطيران، فيما تعتمد مقاومة لبنان على سلاح الإرادة والقرار. مشيرًا إلى أنه لا يحكم على الحروب بعدد القتلى وحجم الدمار، بل بما تحققه من أهداف وغايات، والهدف الإسرائيلي بالقضاء على المقاومة في غزة ولبنان لم يحصل.
وتسعى الولايات المتحدة، عبر مبعوثها عاموس هوكشتاين، للتوصل إلى هدنة لمدة 60 يومًا في لبنان، بعد وصوله أمس إلى تل أبيب لإجراء مباحثات مع الجانب الإسرائيلي حول هذا الموضوع. ويرى النائب محمد خواجة أن هذا المسعى مرتبط بالانتخابات الأمريكية المقبلة، حيث تحاول الإدارة الأمريكية استمالة أصوات الناخبين من أصول عربية عبر وعود بوقف إطلاق النار في المنطقة، سواء في لبنان أو غزة، مشيرًا إلى أن هذه الجهود محكوم عليها بالفشل. وأضاف: "في 6 نوفمبر لن يكون هناك أي تحرك أمريكي، والمعلومات المؤكدة تشير إلى أن الولايات المتحدة تتلاعب وتخادع، وقد منحت إسرائيل الضوء الأخضر للمضي فيما تريد."
وختم الخواجة حديثه قائلًا: "نحن نريد وقفًا لإطلاق النار، ونأمل ذلك في لبنان وغزّة، لكن ليس على قاعدة الانتصار الإسرائيلي، واليوم التالي في لبنان ليس إسرائيليًا".
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا