Skip to main content

الاغتيالات الإسرائيلية في الضفة.. وسيلة الاحتلال لمواجهة المقاومة؟

31 تشرين الأول 2024
https://qudsn.co/WhatsApp Image 2024-10-31 at 6.26.05 PM

الضفة الغربية - قدس الإخبارية: منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين أول/أكتوبر 2023، صعد جيش الاحتلال من جرائم الاغتيالات في الضفة الغربية، وبشكلٍ فعلي مارس الاحتلال هذه السياسة قبل حرب الإبادة بسنوات، فيما اشتدت مع تصاعد المقاومة في شمال الضفة، وامتدادها بالتزامن مع الحرب على غزة.

ويمكن القول إن سياسة الاغتيالات التي انطلقت بكثافة في الشهور الأولى من عمر انتفاضة الأقصى عام 2000، لم تنتهي بانتهاء الانتفاضة، بل أخذت طابع عمليات محددة وفق متغيرات العمل المقاوم في الضفة الغربية.

 

اغتيالات لم تتوقف

وفي الحقيقة لم ينقطع العمل العسكري المقاوم في الضفة الغربية رغم المحاولات الحثيثة لاجتثاثه من قبل الاحتلال والسلطة الفلسطينية على حدٍ سواء، قوبل هذا العمل باغتيال القائمين عليه، من خلال الوحدات الخاصة الإسرائيلية، كاغتيال قادة كتائب الأقصى الشهداء رائد السركجي، وعنان صبح، وغسان أبو شرخ في نابلس عام 2009 لتنفيذهم عملية إطلاق نار قُتل على إثرها مستوطن قرب نابلس، والقائد في كتائب القسام إياد شلباية بعد إطلاق الواحدات الخاصة النار عليه في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم عام 2010.

وخلال الفترة الممتدة بين عامين 2010 - 2021، نجحت عدة خلايا لفصائل المقاومة بتنفيذ عمليات ناجحة، في حين ساهمت الظروف الأمنية الصعبة التي عاشتها الضفة بانكشاف هذه الخلايا، واغتيال أو اعتقال القائمين عليها، ولم تنجح قوات الاحتلال باغتيال المقاومين بسهولة، بل بعد اشتباكات كانت تدوم لساعات، كاغتيال الشهيد محمد عاصي عام 2013 بعد اشتباك دام لعدة ساعات بعد تحصنه في كهف قرب بلدة بلعين غرب رام الله، والشهيد محمد الفقيه الذي استشهد بعد اشتباكٍ استمر 7 ساعات بعد حصاره في منزل ببلدة صوريف شمال غرب الخليل عام 2016.

 

نهوض جديد واغتيالات أوسع

في منتصف عام 2021، جاءت معركة سيف القدس لتشكل واقعاً جديداً للمقاومة في الضفة الغربية، وتأسيس لمرحلة لم يتم الرجوع فيها منذ ذلك الحين، تمثلت بانطلاق مجموعات عسكرية في جنين ونابلس، نفذت هذه المجموعات عدة عمليات إطلاق نار وامتد نشاطها المقاوم بتشكيل خلايا أخرى.

لم يمضي الشهر الأول على انطلاق الحالة حتى اغتال جيش الاحتلال مؤسسها في جنين الشهيد جميل العموري، كان العموري القائد لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في مدينة جنين، وقد حمل على عاتقه تأسيس الكتيبة هناك، ليشتبك بشكلٍ مباشر مع قوة خاصة من جيش الاحتلال في المدينة فيما انتهى الاشتباك باستشهاده واختطاف جثمانه.

ظن الاحتلال في حينها اجتثاث جذور حالة المقاومة في جنين باغتيال العموري، في حين اتسعت الحالة بشكل موسع ويستمر نشاطها إلى يومنا هذا، وفي شهر شباط/فبراير 2022 نجحت قوة خاصة من "المستعربين" اغتيال 3 مقاومين في مدينة نابلس، وهم: أدهم مبروكة، محمد الدخيل، أشرف المبسلط، تبعها اغتيالات أخرى في المدينة.

 

وسائل اغتيال مختلفة

مع اشتداد المقاومة في الضفة، وإيقاع الخسائر في صفوف جيش الاحتلال عند كل اقتحام، تم اتباع وسائل اغتيال جديدة، كحادثة اغتيال القائد في عرين الأسود تامر الكيلاني، ووالذي استشهد بعد تفجير دراجة نارية مفخخة مر بقربها في البلدة القديمة بنابلس، وقد تم تسريب الدراجة عن طريق عملاء الاحتلال.

أما القصف الجوي فبدأ جيش الاحتلال باستخدامه في جنين في منتصف عام 2023، وقد نجح باغتيال العديد من الشهداء بهذه التقنية، وإضافة لاستخدامها في مخيمات محافظة طولكرم، ومخيم بلاطة شرق نابلس.

وشهد مخيم بلاطة بتاريخ 18 تشرين ثاني/نوفمبر 2023 فكان غارة جوية بصاروخ على مقر حركة فتح في قلب المخيم، مخلفاً 5 شهداء ودمارٍ واسع في المكان، إضافة إلى اغتيال آخر بقصف طائرات الاحتلال لسيارة أحد المطاردين في شارع القدس فوق المخيم، فارتقى 5 مطاردين على الفور وتطايرت أشلاء أحدهم على بعد أمتار.

 إضافة لاغتيال الشهيد إسلام خمايسة أبرز قادة كتيبة جنين، الذي ارتقى بعد قصف المنزل الذي كان فيه بصاروخٍ ضخم من طائرة إسرائيلية، واغتيال مشابه استهدف الشهيد سعيد الجابر أحد قادة كتيبة طولكرم، بعد قصف منزلٍ في مخيم نور شمس.

وفي عمليات حصار المقاومين، يتدعي جيش الاحتلال جرافاته العسكرية لهدم المنازل التي يتحصن بها المقاومين، إضافة لاستخدامه الصواريخ الموجهة والقذائف الحارقة، كان آخر هذه الحالات، اغتيال الشهيد القائد بكتائب القسام إسلام عودة في مدينة طولكرم.

 

على مدار أكثر من 3 سنوات، يمارس الاحتلال سياسة الاغتيالات بشكل واسع، دون نجاحه بإنهاء العمل المقاوم بشكلٍ جذري، فيما نجحت مجموعات المقاومة في الضفة بتعويض كوادرها الشهداء، من خلال استمرار نشاطها العسكري ضد الاحتلال، فيما عملت هذه الاغتيالات على خلق حالة من الإصرار لدى الشبان على السير بذات الدرب.

 

 

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا