الضفة الغربية - قدس الإخبارية: اقتحمت قوات الاحتلال ليلة أمس، حرم جامعة بيرزيت، في محافظة رام الله وسط الضفة الغربية، ثم داهمت مجلس الطلبة في الجامعة وحطمت محتوياته قبل أن تنسحب وتعتقل الطالبين: حسن صالح، وعمرو كايد، أثناء اعتصامهم في حرم الجامعة ضد الاعتقال السياسي.
لا تكاد الحركة الطلابية في بيرزيت تلتقط أنفاسها من الاعتقالات السياسية من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية، حتى يكمل الاحتلال المهمة بشكلٍ أوسع وأكثر وحشية، في حين أعلن الاحتلال الحرب عل الحركة اطلابية في كافة الجامعات بالضفة الغربية بشكلٍ عام، وفي جامعة بيرزيت بشكلٍ خاص، فماذا يريد الاحتلال من ذلك؟ وكيف تتكامل الأدوار بينه وبين السلطة؟
ملاحقة متجددة
قبل اندلاع معركة طوفان الأقص بأربعة شهور، وفي أعقاب انتخابات مجلس الطلبة، شنت جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية، حملة اعتقالات طالت عدة طلاب من كوادر الكتلة الإسلامية في الجامعة، وزجت بهم في زنازينها لفترات متباعدة، تعرضوا خلالها للتعذيب الشديد على خلفية نشاطهم الطلابي والنقابي.
وما إن خرج هؤلاء الطلبة من زنازين السلطة، بعد ضغط من قبل الجامعة وطلبتها، حتى بدأت ملاحقتهم من قبل جيش الاحتلال، إذ تمكن من اعتقالهم داخل حرم الجامعة في شهر أيلول/سبتمبر 2023.
وبعد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، تكرر اقتحام قوات الاحتلال لحرم الجامعة وتدمير مجلس الطلبة، إضافةً لحملة اعتقالاتٍ واسعة استهدفت طلبة الكتلة الإسلامية والقطب الطلابي (الإطار الطلابي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، وتصنيفهما "كمنظمات إرهابية محظورة" وفق مزاعم جهاز الشاباك وقيادة جيش الاحتلال.
في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، تكررت حملة السلطة باعتقال مجموعة من طلبة الجامعة، كان عل رأسهم الطالب عمرو كايد، والذي مكث في سجون السلطة 36 يوم عل التوالي تعرض خلالها للتنكيل، وما إن خرج من سجون السلطة حتى اعتصم داخل حرم الجامعة ضد قضية الاعتقال السياسي وملاحقة الطلبة ككل، والذي اعتقل ليلة أمس برفقة الطالب حسن صالح.
الاحتلال والسلطة.. أهدف مشتركة
تسعى السلطة الفلسطينية ومن خلفها الاحتلال، إلى سحق أي بنى جماهيرية أو شعبية فعالة داخل مفاصل المجتمع الفلسطيني، وعلى رأسها الجامعات، ولطلما لعبت الحركة الطلابية الفلسطينية الدور الأبرز على مدار عقود بإشعال ساحة المواجهة الجماهيرية ضد الاحتلال من جهة، فضلاً عن سد حالة الفراغ السياسي التي عاشتها الساحة الفلسطينية لظروفٍ قاهرة.
ولا يمكن الفصل بين العمل الطلابي والنقابي داخل أسوار الجامعات، عن محددات وقضايا المجتمع الفلسطيني في الشارع، فمن الطبيعي أن تكون الحركة الطلابية ديمومة العمل الاجتماعي والسياسي والنضالي، تجلى ذلك سابقاً في سنوات الانتفاضة الأولى وحتى الثانية، من خلال مئات الفعاليات والأنشطة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعاناة الناس تحت وطأة الاحتلال.
وعلى مدار سنوات سعت السلطة إلى قمع الحركة الطلابية، فيما فشلت بذلك أمام نموذج جامعة بيرزيت، حتى باتت تستعين بالاحاتلال، ليكمل المهمة بالاعتقالات واقتحام حرم الجامعة، والتهديد والوعيد ضد الطلبة.
في حديثٍ خاص لـ"شبكة قدس"، قال أحد الطلبة الذين تحرروا من سجون الاحتلال في خضم حرب الإبادة، إنه وقُبيل الإفراج عنه، استُدعي لمقابلة ضابط الشاباك المكلف بمتابعة ملف الحركة الطلابية والذي يدعى "ميرو"، فيما تمخض عن المقابلة تهديد شديد اللهجة من قبل الضابط قائلاً: "أمتلك صلاحيات بسحق الكتلة الإسلامية والحركة الطلابية في بيرزيت، حتى لو احتاج الأمر لتنفيذ عمليات تصفية وقتل ضدكم، لن أسمح برفع راية للكتلة الإسلامية في الجامعة..".
يعكس تهديد الضابط شراسة الحملة التي تشنها أجهزة الاحتلال الاستخباراتية ضد الحركة الطلابية والسعي المستمر للقضاء عليها بالاشترك مع السلطة.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا