Skip to main content

عملية الفندق.. هكذا كسر المقاومون منظومات الاحتلال الأمنية

06 كانون الثاني 2025
https://qudsn.co/IMG_3437

خاص - شبكة قدس الإخباريةيسعد صباحكأطلق مقاومون فلسطينييون النار صباح اليوم الإثنين، باتجاه حافلة ومركبتين للمستوطنين على الشارع الرئيسي لقرية الفندق شرق محافظة قلقيلية؛ ما ادى لمقتل 3 مستوطنين، وإصابة 6 آخرين بعضهم بجراح خطيرة، فيما تمكن المنفذون من الإنسحاب بسلام.

تأتي هذه العملية في أحد أكثر المواقع تعقيداً، والذي تحيط به مجموعة من المستوطنات ونقاط التفتيش لجيش الاحتلال، فضلاً عن وجود منظومة كاميرات مراقبة يتم تطويرها من قبل سلطات الاحتلال، والتعاون الأمني المشترك بين السلطة الفلسطينية وأجهزة استخبارات الاحتلال.

 

الموقع والتعقيد الاستيطاني

أكدت مصادر عبرية، إن عملية إطلاق النار وقعت في مكانين، الأول على في داخل القرية، والثاني على مداخلها، والذي يتواجد عليه نقطة عسكرية لجيش الاحتلال يتم تبديل المناوبة عليها بشكلٍ دوري، وفي وقت الهجوم كان الجنود قد غادروا النقطة قبل وقتٍ قصير؛ ما يؤكد وجود تخطيط ومراقبة للمكان ثم انتظار لحظة مغادرة الجنود لتنفيذ العملية.

ويحيط في القرية مجموعة من المستوطنات الضخمة التي أُقيمت على أراضيها وأراضي القرى المجاورة، كـ"عمانوئيل، "كدوميم"، "كرنيه شمرون"، و"نفي مناحيم"، في حين نجح المقاومون بتنفيذ العملية والانسحاب من وسط تجمع استيطاني ضخم.

أما الشارع الرئيسي الذي يقطع وسط القرية وشهد تنفيذ العملية، فيشكل امتداداً لشارع 55 الاستيطاني، والذي يربط بين مستوطنة "كفار سابا" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وعدة مستوطنات شمال الضفة، ويتقاطع مع أراضي بلدة عزون، والنبي إلياس، وجينصافوط، والفندق.

واستطاعت مجموعات المقاومة خلال الفترة الماضية، تنفيذ عدة عمليات على ذات الشارع، استهدفت بها دوريات جيش الاحتلال والمستوطنين، كعملية إطلاق النار التي نفذتها كتائب القسام، في شهر آذار/مارس 2024، والتي استهدفت بها حافلة للمستوطنين وأُصيب بها مجموعة من المستوطنين.

أما موقع العملية، فقد استطاع الأسير يونس هيلان في شهر تشرين أول/أكتوبر 2022، تنفيذ عملية طعن قتل بها مستوطن قبل اعىتقاله، ومنذ ذلك الحين، عمد جيش الاحتلال على انتشار دورية عسكرية داخل القرية.

وبالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة، كثف جيش الاحتلال من إجراءاته في قرية الفندق، فأغلق المحلات التجارية للأهالي لأكثر من شهر ونشر النقاط العسكرية بداخلها، فيما أقام نقطة عسكرية دائمة على مدخلها الشرقي المؤدي لمدينة نابلس.

 

تحدي "الذئب الأحمر"

خلال السنوات الماضية، اعتمد جيش الاحتلال على أنظمة المراقبة الذكية؛ لإحكام سيطرته على الشوارع والمفترقات، ومداخل المستوطنات في الضفة الغربية؛ كنوع من الإجراءات الوقائية من عمليات المقاومة، في حين تساهم هذه الكاميرات بكشف هوية المنفذين وتتبع مسارات انسحابهم، وخلق حالة أمنية لحماية المستوطنين من خلال إيجاد تعقيد أمني يشكل صعوبة بتنفيذ أي عملٍ مقاوم.

وفي أحد تقاريرها خلال عام 2023، شرحت منظمة العفو الدولية كيفية استخدام سلطات الاحتلال "شبكة مراقبة متنامية باستمرار ترسخ سيطرة حكومة الاحتلالعلى الفلسطينيين، وتساهم في الحفاظ على نظام الفصل العنصري الذي تُطبّقه"، وبحسب المنظمة، فإن نظام "الذئب الأحمر" منشور عند الحواجز العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، حيث يعمل على مسح وجوه الفلسطينيين ويضيفها إلى قواعد بيانات ضخمة للمراقبة بدون موافقتهم.

ونُذت العملية صباح اليوم، لتشكل تحدي بارز أمام "الذئب الأحمر" ومنظومات أجهزة المراقبة التي كثف الاحتلال من نشرها في شوارع الضفة الغربية.

 

كسر الواقع الأمني

وخلال الشهور الماضية، وبعد تصاعد العمل العسكري المقاوم في منطقة قلقيلية، سعى جيش الاحتلال وبتنسيق مشترك مع أجهزة أمن السلطة للقضاء على المقاومة في المحافظة، فيما استطاعت مجموة من المقاومين تنفيذ عمليات ناجحة، منها قتل مستوطن داخل المدينة والتي اتهم الاحتلال الشهيد الشبل طارق داود بتنفيذها، وقتل مستوطن آخر على أحد مداخل المدينة.

ونفذ جيش الاحتلال عمليات اغتيال طالت المقاومين بالمدينة، كان أولهم الشهيد علاء نزال، وآخرهم الشهيد محمد براهمة الذي أقدمت على تصفيته وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال تسللت لداخل المدينة.

كما واغتالت قوات الاحتلال مجموعة من المقاومين في بلدة عزون شرق المدينة، التي اتهمت بتنفيذ عمليات، وهم: وليد رضوان، وقصي صلاح، وإياد شبيطة، ومحمد رضوان.

وخلال الشهور الماضية، تناقلت مصادر محلية وعبرية، خبر اعتقال اكتشاف أمن السلطة لخلية عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي داخل المدينة، خططت لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال، قبل اعتقالها من قبل السلطة ومصادرة 11 قطعة سلاح وذخائر.

وتعول حكومة الاحتلال على أداء السلطة بالعمل ضد مجموعات المقاومة في الضفة الغربية، وتتوج ذلك بالحملة الأمنية التي تقوم بها السلطة ضد المقاومة في مخيم جنين، لتأتي عملية الفندق صباح اليوم والتي صفعت المنظومة الأمنية للاحتلال والسلطة الفلسطينية على حدٍ سواء.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا