فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: تساءلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عمّا إذا كانت "إسرائيل" قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية، وتدميرها دون مساعدة أمريكية، واستبعدت الصحيفة إمكانية الاحتلال الإسرائيلي على تدمير المشاريع النووية الإيرانية دون إسناد من الولايات المتحدة، لعدة أسباب.
وكشف تحليل معمّق أجرته صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية هو واحد من أعقد التحديات العسكرية بالنسبة إلى دولة الاحتلال، وأن فرص نجاحه منخفضة من «دون دعم أميركي».
وأوضحت أن سلسلة من التحديات اللوجستية المعقدة تنتظر القوات الجوية والحال هذه، في مقدمتها المسافة البعيدة التي تتجاوز ألف كلم، ما يتطلب رحلة عبور في مجالات جوية لعدد من الدول، من ضمنها السعودية والأردن والعراق وسوريا، وربما حتى تركيا. وبالتالي، يمكن لأيٍّ من هذه الدول رصد الطائرات وتنبيه إيران، ما يسمح للأخيرة بالاستعداد للدفاع.
أمّا التحدي الثاني، بحسب الصحيفة، فهو إعادة ملء خزانات الوقود؛ حيث تتطلب الرحلة الطويلة إلى الأهداف والعودة استنفاداً كاملاً لقدرات التزود بالوقود الجوي.
ووفقاً لتقرير صادر عن «خدمة أبحاث الكونغرس» الأميركي، فإنه «لن يكون هناك أي مجال تقريباً لحدوث أخطاء أو تأخيرات غير متوقعةـ حتّى إن عطلاً فنيّاً صغيراً أو ظروف مناخية طارئة قد تعرّض العملية بأكملها وحياة الطيارين للخطر».
كما أن عملية كهذه عليها التعامل مع الدفاع الجوي الإيراني الذي يحمي المنشآت النووية من خلال أنظمة دفاعية متقدمة، يتطلب التغلّب عليها وجود قاذفات إسرائيلية قريبة من الطائرات المقاتلة لحمايتها، وهذا بحد ذاته يفترض مشاركة 100 طائرة، وهو عدد كبير يمثل عملياً ثلث الطائرات التي يمتلكها سلاح الجو الإسرائيلي.
فضلاً عن ذلك، بحسب الصحيفة، فإن نجاح الطائرات الإسرائيلية في الوصول إلى الأهداف لا يزيل التحدي الآخر المتمثل في تدمير المنشآت ذاتها، والموجودة،وفقاً لتقارير عدّة، في عمق كبير تحت الأرض ومحمية بطبقات صخرية وخرسانية مُسلّحة.
وبحسب الصحيفة، فإن تدمير هذه المنشآت يتطلب أسلحة خاصة قادرة على اختراق عشرات الأمتار من الصخور والخرسانة قبل انفجارها؛ وفيما تمتلك إسرائيل بالفعل قنابل قادرة على اختراق المخابئ، «إلا أنها قد لا تكون كافية لهذه المهمة المعقدة».
وكما تنقل فايننشال تايمز عن خبراء، فإن السلاح التقليدي الوحيد الذي يمكنه أداء المهمة هو القنبلة الخارقة الضخمة المعروفة باسم «Massive Ordnance Penetrator» والتي يبلغ طولها 6 أمتار ووزنها 14 طناً، وبمقدورها اختراق 60 متراً من الأرض قبل أن تنفجر.
ومع ذلك، «ليس واضحاً ما إذا كانت إسرائيل لديها إمكانية الوصول إلى هذا السلاح أو القدرة على استخدامه».
وفي ظل هذه الظروف المعقدة، يُطرح السؤال الأساسي حول ما إذا كانت دولة الاحتلال تمتلك القدرات اللازمة للقيام بمهمة كهذه؛ فحتّى لو كانت لدى إسرائيل قنابل كتلك، فإن الطائرات المقاتلة (F-15 وF-16 وF-35) غير قادرة على حملها بسبب وزنها الثقيل.
ويستبعد الباحث السابق في وزارة الأمن بدولة الاحتلال، إيهود عيلام، أن تكون لدى "إسرائيل" فرصة لضرب هذه المنشآت، لأنها لم تتمكن من شراء قاذفات استراتيجية أميركية مثل «B-2 Spirit»، المطلوبة لإسقاط مثل هذه القنابل الثقيلة.
وتخلص الصحيفة إلى أن عملية كهذه قد يكون مستحيلاً أن تتم من دون مساعدة أميركية مباشرة، وبالتالي، قد تخطط دولة الاحتلال لضرب المنشآت النووية، ولكن من طريق عمليات سرية وسيبرانية وفق ما دأبت عليه في الماضي، عندما استخدمت فيروس «ستوكسنت» الذي نجح في تأخير المشروع النووي، فضلاً عن العملية التي قُطعت فيها الكهرباء عام 2021، وأدّت إلى إتلاف نظام الطاقة الداخلي في منشآت نطنز.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا