الضفة الغربية - قدس الإخبارية: سلّمت قوات الاحتلال، صباح اليوم الخميس، عائلات فلسطينية في خربة طانا ﺟﻨﻮﺏ ﺷﺮﻕ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻧﺎﺑﻠﺲ، قرارات بالترحيل من مساكنها.
يأتي هذا القرار كواحد من عشرات الانتهاكات التي تعرضت لها الخربة منذ عام 2005 حتى يومنا هذا، في حين أقام الأهالي خيامهم مراراً وتكراراً بعد كل عملية هدم نفذتها جرافات الاحتلال.
تقع خربة طانا على بُعد 6 كيلومترات عن بلدة بيت فوريك، ويسكنها 5 عائلات فلسطينية منذ عشرات السنين، ويعتمدون بها على النشاطات الزراعية كتربية المواشي والرعي وزراعة الأراضي، وفي الواقع يشكل صمودهم التحدي الأبرز للمشاريع الاستيطانية التي تستهدف الأراضي الفلسطينية هناك.
ومنذ احتلال جيش الاحتلال للضفة الغربية عام 1967، بدأ بالتضييق على الفلسطينيين في الخربة، حيث أُعلنت المنطقة التي تقع فيها منطقة عسكرية مغلقة ومخصصة للتدريبات العسكرية الخاصة لقوات الاحتلال، ومع مرور السنوات، وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو، لم تعترف الإدارة المدنية بخربة طانا كقرية جديرة بالتخطيط وتحظر البناء فيها، ولذلك فإنّ المجتمع المحلي فيها غير مربوط بشبكتيْ الماء والكهرباء ويعتمد الأهالي على عيني مياه موجودتيْن في المكان وبعض الآبار القديمة.
انتهاكات استيطانية مستمرة
في حديث خاص لـ"شبكة قدس الإخبارية"، قال الرئيس التنفيذي للمجلس البلدي في بيت فوريك أحمد نصاصرة، إن الخربة وبلدة بيت فوريك ككل، تتعرض لانتهاكات استيطانية من قبل جيش الاحتلال ومليشيات المستوطنين منذ عشرات السنوات.
وحول ما جرى صباح اليوم، قال إن قوات الاحتلال داهمت الخربة، وطالبت الأهالي بالرحيل عن الخربة، ووجهت لهم تهديدات بهدم منازلهم.
وأوضح نصاصرة أن الهجمة الاستيطانية تكثفت على خربة طانا منذ عام 2005، ضمن محاولاتٍ حثيثة من قبل جيش الاحتلال والمليشيات الاستيطانية المتطرفة لتهجير السكان والسيطرة على أراضي الخربة.
وأكد أن صمود الأهالي وتكاتفهم في وجه الهجمة الاستيطانية، ودعم الهيئات المحلية لهم، شكل سداً أمام المخططات الاستيطانية، فيما يجب تعزيز هذا الصمود بالمزيد من الدعم للعائلات التي تسكن الخربة.
وعن واقع بلدة بيت فوريك، أفاد أن مليشيات المستوطنين بدعمٍ مباشر من جيش الاحتلال كثفت من اعتداءاتها على البلدة والتجمعات السكنية المحيطة بها، في حين يهاجم البلدة، المستوطنون الذين يسكنون مستوطنة "إيتمار" المقامة على أراضي بلدات بيت فوريك وعقربا وعورتا، جنوب شرق نابلس.
في شهر تموز/يوليو عام 2005، هدمت جرافات الاحتلال غالبية بيوت الخربة، وسدّت مداخل الكهوف التي كان يستخدمها السكان لتربية المواشي، ونُفذت عملية الهدم بزعم "البناء غير المرخص في داخل منطقة تدريبات عسكرية"، في حين لم يمارس جيش الاحتلال التدريبات العسكرية في المنطقة منذ 15 عامًا على الأقل.
وبعد ذلك، شيد الأهالي بيوتهم من جديد، وقدّموا في نهاية تلك السنة التماسًا للمحكمة الاحتلال "العليا"، مطالبين الإدارة المدنية بتجهيز خارطة هيكلية للخربة وبالامتناع عن هدم بيوتهم.
وردًا على الالتماس، أعلنت حكومة الاحتلال أنّ مؤسسات التخطيط قرّرت الامتناع عن تخطيط خربة طانا ضمن مزاعم "وجود التجمع في مجال موقع أثريّ وفي قلب مساحة مفتوحة مُعرّفة كمنطقة زراعية في الخارطة الهيكلية، وفي ظلّ وجود احتياطي الأراضي الكبير في بلدة بيت فوريك".
وخلال الفترة الواقعة بين عامي 2009 – 2011 نفذت قوات الاحتلال 5 عمليات هدم في الخربة، كان أبرز هذه العمليات، في شهر آذار/مارس 2011، عندما أقدمت جرافات الاحتلال على هدم كامل منازل الخربة البالغ عددها 46 منزل، بينها ثمانية كهوف قديمة تستخدم كمساكن ولتربية المواشي وخزانات للمياه، فيما شهد عام 2016 أربع عمليات هدم للخربة.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا