خانيونس - قدس الإخبارية: في فجر يوم الخميس، الموافق 2 يناير 2025، استشهد اللواء محمود صلاح، مدير عام الشرطة في قطاع غزة، ومساعده اللواء حسام شهوان، في غارة جوية إسرائيلية استهدفتهما أثناء قيامهما بواجبهم الإنساني في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
كان اللواء صلاح يعمل على تأمين وصول المساعدات الإنسانية للمواطنين في المنطقة، في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع.
اللواء محمود صلاح وُلد في عام 1974 ويبلغ من العمر 50 عاماً عند استشهاده. كان متزوجاً وأباً لأربعة أطفال، ثلاثة أولاد وبنت. تنحدر أسرته من قرية "حليقات" المحتلة عام 1948، ويقيم في المحافظة الوسطى بقطاع غزة.
التحق بجهاز الشرطة الفلسطينية منذ بداية تأسيسه بعد مجيء السلطة الفلسطينية لقطاع غزة عام 1994، وأوكلت له العديد من المهام وتقلد عدداً من المناصب الهامة.
شارك اللواء صلاح في عديد من الدورات والبعثات الخارجية في عدد من الدول العربية في إطار عمله الشرطي، منذ التسعينيات وحتى السنوات القليلة الماضية، ومنها اليمن، الإمارات، قطر، ولبنان. وامتاز بالمهنية العالية والخبرة الكبيرة في مجالات العمل الشرطي، ما أهله لتولي العديد من المناصب في قيادة وزارة الداخلية بغزة خلال سنوات عمله.
كان قائداً للدورات التدريبية للشرطة في مدينة أريحا بين عامي 1999 و2000 وشارك في تأسيس "أكاديمية عرفات للشرطة" في غزة أواخر التسعينيات. كما تولى مديراً عاماً ومؤسساً للمديرية العامة للتدريب بوزارة الداخلية والأمن الوطني ومديراً عاماً للمديرية العامة للإمداد والتجهيز بالوزارة. وشغل أيضاً عضوية مجلس إدارة كلية الرباط الجامعية للشرطة في غزة منذ عام 2012.
أسس "وحدة سهم" في جهاز الشرطة، وهي قوة خاصة لتنفيذ العمليات والمهام الخاصة ضد الخارجين عن القانون. كان اللواء صلاح مدرباً معتمداً في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتربطه علاقات واسعة ومميزة بشرائح المجتمع المختلفة وأطيافه السياسية كافة، فضلاً عن المؤسسات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية.
إدانات واستنكار
وبعد استشهاده، قال المكتب الإعلامي الحكومي إنه وفي تصعيد خطير في جرائمه، اغتال الاحتلال مدير عام الشرطة الفلسطينية في غزة اللواء محمود صلاح ومساعده اللواء حسام شهوان.
وأشار المكتب الإعلامي أن عملية الاغتيال الجبانة استهدفتهما أثناء تأدية واجبهما الوطني والإنساني في منطقة المواصي بمحافظة خان يونس، مؤكدًا أن الاغتيال ضمن مخطط واضح لخلق فراغ إداري وحكومي ونشر الفوضى والفلتان الأمني.
وبذلك، يرتفع عدد شهداء عناصر تأمين المساعدات إلى 736 شهيداً.
ونعى التجمع الوطني للقبائل و العشائر الفلسطينية قائد عام الشرطة الفلسطينية اللواء الشهيد محمود صلاح و اللواء الشهيد حسام شهوان اللذين استهدفها الاحتلال فجر اليوم و هما يؤديان واجبهما الوطني في المحافظة على سلامة المواطنين و استقراهم .
واستذكر التجمع الوطني الدعم اللامحدود للواء الشهيد محمود صلاح و قيادة الشرطة التي حرصت على التنسيق العالي مع العشائر الفلسطينية لتحقيق السلام المجتمعي و دعم كافة المواقف الوطنية و مصالح شعبنا.
وأكد أن استهداف الاحتلال لقيادة الشرطة هو إمعان منه في نشر الفوضى و إحداث حالة من الإرباك و إفساح المجال لعصابات و لصوص المساعدات لتجويع شعبنا و نشر الجريمة التي نجحت الشرطة في محاصرتها.
وشدد على أن العشائر ستبقى مساندة و داعمة للشرطة الفلسطينية و رسالتها و دورها و ستستمر على عهدها مع قيادة الشرطة الفلسطينية حتى ينعم شعبنا بالحرية و الاستقرار.
وأكدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة انها لن تتراجع عن القيام بواجبنا تجاه شعبنا مهما كانت التضحيات والتحديات.
وشددت على مواصلة أجهزة وزارة الداخلية وفي مقدمتها جهاز الشرطة التصدي لكل محاولات نشر الفوضى في قطاع غزة.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا