ستارمر يعلن زيادة قياسية للنفقات الدفاعية البريطانية

أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمرعزم حكومتة زيادة إنفاقها الدفاعي لبلاده بنسبة غير مسبوقة "منذ نهاية الحرب الباردة".
وفي كلمة أمام مجلس العموم اليوم الثلاثاء ـ لم يعلن عنها مسبقا ـ قال ستارمر إن حكومته سترفع ميزانية الدفاع إلى 2.6 % من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، مقابل 2.3% حاليا.
وتوجه رئيس الوزراء البريطاني حديثه إلى النواب قائلا "يمكنني الإعلان أن هذه الحكومة ستباشر أكبر زيادة مستدامة في الإنفاق الدفاعي منذ نهاية الحرب الباردة".
وقال ستارمر مدافعا عن خططه "نحن في عالم تغير كل شيء فيه منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/ شباط ر 2022".
واعتبر أن "طبيعة الحرب تغيرت تماما، وهذا يظهر جليا حين ننظر إلى ساحة المعركة في أوكرانيا، وعلينا بالتالي القيام بعملية تحديث ومراجعة قدراتنا".
وأوضح ستارمر أنه انطلاقا من العام 2027، سترفع الميزانية المخصصة لخدمات الأمن والاستخبارات الإنفاق الدفاعي الإجمالي إلى 2.6% من الناتج المحلي الإجمالي، مع هدف زيادة هذه النسبة إلى 3% اعتبارا من 2029.
وأكد أن "هذا الاستثمار يعني أن المملكة المتحدة ستعزز موقعها كجهة قيادية في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وفي الدفاع الجماعي عن قارتنا".
إعلانوستتم هذه الزيادة في الإنفاق الدفاعي على حساب ميزانية المساعدات الدولية الإنمائية التي ستخفض من 0.5 إلى 0,3% من الناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة ذاتها.
وقال رئيس الوزراء البريطاني "لست مسرورا بإعلان ذلك لكن أمن البريطانيين هو الأولوية الأولى لهذه الحكومة".
وأكد أن المملكة المتحدة ستواصل "لعب دور إنساني" في السودان وأوكرانيا وقطاع غزة، وستدعم المجهود الدولي إزاء الاحترار المناخي. كما جدد دعم بلاده لأوكرانيا بوجه روسيا.
وقال "علينا أن ندعم أوكرانيا لأننا إذا لم نتمكن من التوصل إلى سلام دائم، فسوف يزداد انعدام الاستقرار وستزداد المخاطر على أمننا".
وكانت الحكومة العمالية تعهدت بزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 2.5% من الناتج المحلي الإجمالي ، لكن بدون تحديد إطار زمني لذلك. وكان من المتوقع أن تعلن خططها بعد صدور تقرير الدفاع الإستراتيجي البريطاني في الربيع.
وتأتي كلمة رئيس الوزراء البريطاني اليوم قبل يومين من زيارته إلى واشنطن حيث سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويبحث معه مصير أوكرانيا في ظل الغزو الروسي الذي دخل عامه الرابع.
ويأمل ستارمر خلال زيارته لواشنطن بعد أيام قليلة على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن يقنع ترامب بتقديم ضمانات أمنية أميركية لكييف في إطار تسوية للنزاع.
وأكد أن لندن تعتزم "التثبت من أن الأوكرانيين يفاوضون بشأن مستقبلهم"، بعدما باشرت الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع روسيا بهذا الصدد، بدون إشراك كييف أو حتى الأوروبيين فيها.
يذكر أن ترامب شدد ضغوطه على الأوروبيين منذ عودته إلى البيت الأبيض، لحضهم على زيادة مساهمتهم في ميزانية الحلف الأطلسي، ملوحا حتى بمراجعة الدعم العسكري الأميركي التاريخي لأوروبا.
وتطمح لندن أن تكون جسرا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في وقت يوجه ترامب انتقادات شديدة إلى التكتل، لكن ستارمر شدد على أنه "يجب أن نمتنع عن أي خيار خاطئ بين حلفائنا، بين إحدى ضفتي الأطلسي والأخرى".
إعلان