
غزة - قدس الإخبارية: في ظل حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لم تسلم الطواقم الطبية من جرائم الاعتقال والتعذيب، إذ كثّفت قوات الاحتلال استهدافها المباشر للأطباء والممرضين والمسعفين، في محاولة لتفريغ المستشفيات من كوادرها وحرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم الصحية، ضمن سياسة ممنهجة لتجريم العمل الإنساني والطبي في قطاع يعيش كارثة صحية شاملة.
أحد المعتقلين هو الطبيب الفلسطيني أكرم حسن أبو عودة، الذي اعتلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الخميس 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أثناء تأديته لواجبه الإنساني في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، في وقت كانت الطواقم الطبية تكافح لإنقاذ حياة الجرحى وسط القصف المتواصل وانهيار المنظومة الصحية.
والدكتور أبو عودة من مواليد 26 شباط/ فبراير 1964 في بلدة بيت حانون، ويُعد من أبرز جراحي العظام في القطاع، حيث يشغل منصب رئيس قسم العظام في المستشفى الإندونيسي، ويحمل درجة الماجستير من جامعة صوفيا في بلغاريا.
وجاءت عملية الاعتقال ضمن اقتحام مباشر للمستشفى من قبل قوات الاحتلال، التي اقتادت الدكتور أبو عودة قسرًا إلى سجن "عوفر" العسكري، حيث يُحتجز في ظروف قاسية، ووفق مصادر محلية، يتعرض لانتهاكات جسدية ونفسية متواصلة، ظهرت آثارها في آلام حادة بأنحاء جسده نتيجة التعذيب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، الذي يمنح الأطباء الحماية أثناء تأديتهم لمهامهم.
ويزعم الاحتلال أن اعتقاله جاء على خلفية تقديمه العلاج لأسرى إسرائيليين جرحى، وهو اتهام يتناقض كليًا مع المبادئ الإنسانية التي تكرّسها اتفاقيات جنيف، والتي تنص على حيادية الطواقم الطبية ووجوب تقديم الرعاية دون تمييز.
ويؤكد اعتقاله أن الاحتلال لا يعترف بالقانون الدولي، ويستهدف بشكل مباشر كل من يلتزم بقيم المهنة الطبية وأخلاقياتها.
ما يتعرض له الدكتور أبو عودة هو جزء من سياسة شاملة، فخلال شهر يوليو\تموز الماضي، قالت وزارة الصحة إن الاحتلال يتعمد استهداف الطواقم الطبية الفلسطينية، والتي بلغ عدد المعتقلين منها منذ بدء العدوان نحو 360 من الأطباء والممرضين والمسعفين، كثير منهم من ذوي الاختصاصات الدقيقة التي تحتاجها مستشفيات القطاع في ظل المجازر اليومية.
وأكدت الوزارة أن الطواقم الطبية المعتقلة تعيش في ظروف مأساوية، في ظل قيود مشددة وسوء معاملة، وحرمان من أبسط الحقوق.
ونقلت عن محامية الأسير الدكتور حسام أبو صفية –المعتقل منذ 27 كانون الأول/ ديسمبر 2023– أن موكلها يتعرض لضرب متواصل، ويعاني من ضعف في عضلة القلب وارتفاع ضغط الدم، وقد فقد 40 كغم من وزنه، ويُحرم عمدًا من العلاج.
وطالبت الوزارة الجهات الدولية والحقوقية بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، وتجريم ممارسات الاحتلال بحق الطواقم الطبية، والضغط للإفراج الفوري عنهم، باعتبارهم خط الدفاع الإنساني الأول في وجه آلة القتل والتدمير التي تستهدف الفلسطينيين بلا استثناء.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا