Skip to main content

ما مخاطر مخطط E1 على التجمعات البدوية الفلسطينية؟

16 آب 2025
https://qudsn.co/ما مخاطر مخطط E1 على التجمعات البدوية الفلسطينية؟

القدس المحتلة - قدس الإخبارية: حذّرت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة من المخاطر الجسيمة لمخطط الاحتلال الاستيطاني المعروف باسم E1، وهو مخطط يهدف إلى ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" شرقي القدس بالمدينة المحتلة عبر شريط جغرافي يُعرف بالممر الشرقي، يمتد بمحاذاة بلدتي العيزرية وأبو ديس وصولًا إلى مشارف البحر الميت وأريحا.

وأكدت المنظمة أن تنفيذ هذا المخطط سيؤدي إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وقطع التواصل الجغرافي الفلسطيني حول القدس، وهو ما يجعل المنطقة واحدة من أكثر النقاط حساسية في الصراع مع الاحتلال.

وأوضحت المنظمة أن عشرات التجمعات البدوية الفلسطينية استقرت في منطقة E1 منذ عقود، بعد أن تم تهجيرها من أراضيها في صحراء النقب عام 1948، وأبرزها عشيرتا الجهالين والكعابنة، حيث انتقلت هذه العشائر إلى أطراف القدس والمنطقة الشرقية من الضفة الغربية، واستقرت في مواقع مثل جبل البابا، وادي أبو هندي، أبو نوار، الخان الأحمر وغيرها، واعتمدت على تربية المواشي كمصدر رئيسي للعيش.

وقد وثقت المنظمة تعرض هذه التجمعات لضغوط متصاعدة من سلطات الاحتلال والمستوطنين، شملت أوامر هدم شاملة، مصادرة مساحات واسعة من الأراضي، فرض تصنيفات إدارية تمنع البناء أو التطوير، إضافة إلى حرمان السكان من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والطرق. وأكدت أن الهدف من هذه الممارسات هو التضييق على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل قسرًا، تمهيدًا لتنفيذ مشاريع استيطانية كبرى.

وتزايدت هذه المخاطر بشكل غير مسبوق بعد قرار وزير الحرب في حكومة الاحتلال بتسلئيل سموتريتش الأخير، الذي يقضي بتسريع تنفيذ مخطط E1، وتوسيع المستوطنات وربطها بالقدس عبر شبكة طرق وبنى تحتية جديدة، مما يضع التجمعات البدوية في قلب دائرة الاستهداف ويجعل خطر التهجير القسري أقرب من أي وقت مضى.

ووفقًا لتوثيق منظمة البيدر، يوجد داخل منطقة E1 ومحيطها نحو 18 تجمعًا بدويًا يقطنها حوالي 3700 فلسطيني معظمهم من عشيرتي الجهالين والكعابنة، يتعرضون يوميًا لمضايقات من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال. كما وثّقت منظمات حقوقية، بين عامي 2009 و2020، هدم 315 بناية في 10 تجمعات بدوية ضمن E1، بينها 161 مسكنًا، ما أدى إلى تهجير قسري لنحو 842 فلسطينيًا، أكثر من 60% منهم من تجمعات خان الأحمر وجبل البابا وأبو نوار.

أبرز التجمعات البدوية في المنطقة:

  • تجمع الخان الأحمر: يقع في قلب المنطقة E1 على الطريق بين القدس وأريحا، ويضم مساكن ومدارس بُنيت بدعم أوروبي، وجميعها مهددة بالهدم منذ 2010. ويُعد ساحة صراع رمزية بين الاحتلال والمجتمع الدولي.

  • تجمع الحثرورة: يقع قرب بلدة العيزرية، ويعاني سكانه من أوامر هدم متواصلة وحرمان من الخدمات الأساسية.

  • تجمع جبل البابا: يقع بين بلدتي العيزرية وأبو ديس، ويقطنه نحو 50 أسرة (350 فردًا تقريبًا)، وهو من التجمعات الأكثر تعرضًا لخطر التهجير القسري.

  • تجمع وادي أبو هندي: يضم حوالي 80 عائلة (600 نسمة) قرب العيزرية، وتعرض لعمليات هدم وقيود على الرعي والبناء.

  • تجمع النخلية: صغير الحجم ويعتمد على تربية المواشي، ويُحرم سكانه من مصادر المياه والبناء.

  • تجمع أبو غالية: شرق العيزرية، تعرض مساكنه لأوامر هدم واعتقالات لنشطاء محليين.

  • تجمع الحمادين: ينتشر شرق العيزرية، ويضم عدة مواقع مثل أبو نوار ورأس وادي جمل.

  • تجمع أبو نوار: يضم نحو 130 أسرة (600–700 نسمة)، وتعرض لهدم متكرر ومنع إعادة البناء.

  • تجمع الجبل: تسكنه عشيرة الهذالين قرب العيزرية، ويتعرض لضغوط إدارية واستيطانية.

  • تجمع بير المسكوب: يقع شمال شرق جبل البابا، ويعاني سكانه من مصادرة ألواح شمسية وجرارات زراعية وحرمان من المياه.

  • تجمع المنطار: يضم عشرات الأسر، مهدد بالمصادرة ومنع الرعي.

  • تجمع وادي سنيسل: تجمع رعوي صغير يعاني من حصار واعتداءات مستوطنين.

  • تجمع الزعيم: يقع على المدخل الشرقي للقدس قرب الحاجز العسكري، ويعيش سكانه في خيام وبيوت صفيح تحت مضايقات وقيود مشددة.

أخطار يتعرض لها الفلسطينيون في E1:

  1. أوامر الهدم ومصادرة الممتلكات: استهدفت المنازل والمدارس والحظائر، حتى تلك الممولة من جهات دولية.

  2. اعتداءات المستوطنين: تشمل هجمات جسدية، تكسير ممتلكات، منع الوصول للمياه، وغالبًا تحت حماية جيش الاحتلال.

  3. قيود على الحركة والخدمات: منع البناء وتطوير البنية التحتية، وحرمان من المدارس والخدمات الصحية.

  4. ضغوط قانونية وإدارية: تصنيف الأراضي كـ"أراضي دولة" لتوفير غطاء قانوني للهدم والتهجير.

  5. آثار نفسية واجتماعية واقتصادية: انهيار سبل العيش التقليدية، هجرة الشباب، تهديد النسيج الاجتماعي البدوي.

الآثار المتوقعة لقرار سموتريتش:

  • تسريع الاستيلاء الإداري والمصادرات، وإقرار المخططات الاستيطانية بسرعة أكبر.

  • زيادة النشاط الاستيطاني واعتداءات المستوطنين.

  • رفع وتيرة الهدم والقيود الأمنية وصولًا إلى تهجير قسري شبه كامل.

  • تأثير محدود للضغوط الدولية في ظل الدعم السياسي الأمريكي لسياسات الاحتلال.

التوصيات التي قدمتها المنظمة:

  • تعزيز الحماية القانونية عبر التوثيق وتقديم شكاوى دولية.

  • تطوير آليات المراقبة والتوثيق الميداني باستخدام الخرائط والصور والفيديو.

  • حماية الموارد والممتلكات بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني.

  • زيادة الضغط الدولي لوقف مخططات E1 وربط التعاون الاقتصادي والسياسي مع الاحتلال بوقف هذه السياسات.

  • دعم استمرار الحياة في التجمعات بتوفير خدمات تعليمية وصحية ومشاريع سكنية وزراعية مقاومة للهدم.

يمثل قرار سموتريتش تسريع تنفيذ مخطط E1 تهديدًا مباشرًا ووشيكًا للتجمعات البدوية الفلسطينية، وانتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة (1949) التي تحظر التهجير القسري وسلب الممتلكات، ولحقوق الإنسان الأساسية كالسكن والعيش الكريم. وإذا نُفذ المخطط، فسيؤدي إلى إزالة أو تهجير جميع التجمعات البدوية في الممر الشرقي للقدس خلال أشهر قليلة، ويقضي نهائيًا على الوجود الفلسطيني الفاعل في المنطقة، ويقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة وجنوبها.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا