Skip to main content

هل تريد أميركا وإسرائيل التنصل من الاتفاق الذي قبلته حماس؟

26 آب 2025

هل تريد أميركا وإسرائيل التنصل من الاتفاق الذي قبلته حماس؟

مدة الفيديو 26 دقيقة 58 ثانية play-arrow26:5826/8/2025-|آخر تحديث: 22:36 (توقيت مكة)

عاودت الولايات المتحدة الأميركية التلاعب بالتصريحات للتغطية على تفلت إسرائيل من الرد على مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه فصائل المقاومة الفلسطينية، وهو ما يراه خبراء محاولة لطرح اتفاق جديد شامل يُخضع الفلسطينيين لكل ما تريده إسرائيل.

فبينما أكدت الخارجية القطرية عدم رد إسرائيل على المقترح الجديد الذي قبله الفلسطينيون والمبني على ورقة أميركية، قال الرئيس دونالد ترامب إنه يتوقع انتهاء الحرب في غزة بشكل حاسم في غضون أسبوعين أو ثلاثة، دون الإشارة إلى الصفقة.

وفي الوقت نفسه، تواصل إسرائيل عملياتها التمهيدية لاحتلال مدينة غزة التي يقول رئيس الأركان إيال زامير إنها قد تستغرق عاما، وذلك رغم الرفض الدولي والداخلي لها.

وبعد أن كان الحديث يدور عن صفقة جزئية، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– الحديث عن صفقة شاملة تعيد كافة الأسرى الأحياء والأموات مرة واحدة.

البحث عن استسلام حماس

لكن هذه الصفقة -التي يقول جيمس روبنز كبير الباحثين بالمجلس الأميركي للسياسة الخارجية إنها الخيار الأفضل لدى البيت الأبيض وإسرائيل- تنطوي على استسلام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإخراجها من قطاع غزة مقابل السماح بإنهاء الحرب وإدخال المساعدات.

وسبق أن أكدت المقاومة رفضها التام لأي من هذه الشروط التي قال روبنز -خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"- إنها السبيل الوحيد لإنهاء هذا الصراع ووقف تدهور الوضع الإنساني للفلسطينيين.

ورغم حديثه عن عدم توقف المسار السياسي، فإن روبنز يقول إن الولايات المتحدة ترى أن الضغط العسكري يمثل جزءا من الضغط على حماس "حتى ترضخ للشروط الإسرائيلية".

هذا الحديث -برأي الباحث في العلاقات الدولية حسام شاكر- يؤكد انحياز الولايات المتحدة الكامل للجانب الإسرائيلي وعدم التعامل بجدية مع مسألة الوساطة.

إعلان

كما أن حديث ترامب عن انفراجة قريبة دون الإشارة للمقترح الذي وافق عليه الفلسطينيون "يعني تماشيه مع سعي نتنياهو لطبخ مقترح جديد بشروطه، ربما يحاول إلزام الفلسطينيين به بغطاء دولي".

وعلى هذا الأساس، فإنه من غير المنطقي القول إن الولايات المتحدة تمارس ضغطا من أي نوع على إسرائيل لوقف مأساة المدنيين في غزة، لأن ما يجري عمليا هو دعم كامل وتبرير لكل ما يقوم به نتنياهو، كما يقول شاكر.

أميركا تدعم نتنياهو

ليس هذا وحسب، فقد ذهب روبنز للقول إن واشنطن "لم تعلن قبولها للمقترح الذي قبلته حماس حتى تجبر إسرائيل على قبوله" وذلك في تجاهل لحقيقة أن المقترحات حظيت بقبول الأميركيين كوسطاء قبل تقديمها لطرفي الصراع.

ولعل هذا ما دفع الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين للقول إن تصريحات ترامب عن دنو التوصل لاتفاق "فقدت جديتها" وإن موقف الولايات المتحدة غير الحاسم يعني التماهي الكامل مع كل ما يريده نتنياهو.

وتكمن المشكلة -برأي جبارين- في أن نتنياهو يحاول تحقيق إنجاز إستراتيجي يضمن به الانتخابات المقبلة، فإما أن يحقق "النصر المطلق" الذي يتحدث عنه منذ عامين وإما أن يجبر حماس على الاستسلام.

ولأن كلا الإنجازين يبدو بعيدا، فإن نتنياهو "سيجعل من الحرب حملة للانتخابات المقبلة، لأنه لو قبل بالصفقة الحالية سيخسر ائتلافه الحكومي" كما يقول جبارين.

لذلك، فإن حديث قطر عن عدم رد إسرائيل على المقترح بعد أسبوع من قبول الفلسطينيين له "يحمل أهمية كبيرة في التوقيت، خصوصا وأن الدوحة طالبت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لاتخاذ موقف من الصفقة" حسب الخبير في العلاقات الدولية.

وخلص شاكر إلى أن ما يحدث في غزة "إبادة جماعية وتطهير عرقي لا يمكن إنكاره حتى لو تنصلت بعض الدول من هذه التسميات" وقال إن استمرار إسرائيل في هذه الممارسات "ستكون له تداعيات مستقبلية كبيرة على صورتها عالميا".

المصدر: الجزيرة

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا