خاص - شبكة قدس الإخبارية: لم تكن معركة طوفان الأقصى حين انطلاقها محض مواجهة بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي على غرار ما سبقها من وقائع، بل جائت لتصنع فرقاناً عالمياً بين العدل والظلم، وبين القيد والحرية، وبين الاستكانة والثورة، في حين انعكست على العالم بأسره الذي بات يشهد التململ من الهيمنة الصهيوأمريكية، والتي باتت تتصاعد بنحوٍ كبير منذ تعسينايات القرن الماضي حتى يومنا هذا.
ولعل التوقيت الذي انطلقت به المعركة، تزامن مع وضع معطيات جديدة تحدد المنطقة ككل لصالح دولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بلغ التطبيع العربي مع الاحتلال أقسى درجاته، فيما احدمت حرب الرواية والهوية حول العالم، ضمن استماتة صهيونية لإنهاء كل ما يتعلق بالقضية الفسطينية وتاريخها بشكلٍ جذري، وفرض كيان الاحتلال كأمر واقع، بل كدولة حضارية تخفي طابعها الاستعماري، في حين جاء الطوفان ليجرف أمامه ما بٌني من عقود في محاولة لقلب الوقائع.
القضية والهوية حول العالم
كانت ردة فعل الاحتلال على هجوم المقاومة، ردة فعلٍ دموية لم يشهد مثلها العصر الحديث، في حين ارتُكبت المجازر الضخمة بالأسلحة المحرمة دولياً وهدمت المنازل على رؤوس ساكنيها من نساء وأطفال، وقُصفت المستشفيات، في حين ساهم الصمود الأسطوري للمقاومة وللشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تأكيد شيء واحد، هو أحقية الفلسطينية بأرضه وتمسكه بها في ظل الموت والحصار والدمار فكيف انعكس ذلك حول العالم؟
- منذ الأيام الأولى للطوفان انطلقت المظاهرات الواسعة في دول العالم، معلنةً رفضها لحرب الإبادة.
- تعزز بذلك حقيقة الصراع مع كشف زيف رواية الاحتلال.
- اتسع نشاط المقاطعة لمنتجات الاحتلال والشركات الداعمة معه حول العالم، الأمر الذي تسبب بخسائر مالية فادحة.
- الكشف عن الدول التي تصدر السلحة للاحتلال والتي تعرضت بها مصانع الأسلحة لهجمات من قبل المتظاهرين لا سيما في بريطانيا.
- رغم مرور عام على بدء الحرب، لال تزال المظاهرات بالعديد من الدول الأوروبية.
- ساهم الضغط العالمي بإصدار مذكرتي الاعتقال ضد نتنياهو وغالانت من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
الاحتلال.. بين العزلة والرفض
يمكن القول إن جملة من الأحداث الأخيرة، باتت تترجم على أرض الواقع تؤكد رفض الاحتلال وعزلته عالمياً، على مختلف الأصعدة الاقتصادية والدبلوماسية وحتى الرياضية.
- على صعيد اقتصادي ساهمت حركة المقاطعة العالمية بتحقيق ذلك بمختلف دول العالم، وخلق ثقافة مقاطعة بضائع الاحتلال الملطخة بدماء الأطفال الذي يقتلهم.
- أما على الصعيد الدبلوماسي فقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت، قوبل باستجابة لدى عشرات الدول التي أكدت رغبتها اعتقال نتنياهو وغالانت واعتبارهما مجرمي حرب، في حين شهدت سفارات الاحتلال العديد من الهجمات والمظاهرات الحاشدة، في عدة دول عربية وغربية، خاصة الأردن وتركيا.
- شهدت المباريات الرياضية التي اشترك بها الاحتلال تفاعلاً حاشداً مع القضية الفلسطينية، ورفع الشعارات المنددة بالاحتلال وبحرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، في حين شهدت العاصمة الهولندية أمستردام مواجهة حقيقية بين مستوطنين مشجعي لمنتخب "مكابي تل أبيب"، وبين مناصرين للقضة الفلسطينية نجحوا بضرب المستوطنين وإلحاق الضرر بهم.
استهداف الاحتلال بشكلٍ مباشر
منذ أن بادرت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بمعركة طوفان الأقصى، أعلنت جبهات المقاومة الأخر دخولها المعركة ضد الاحتلال وأعوانه، لتكون المعركة بمثابة تجسيدٍ حقيقي لوحدة الساحات، في غزة ولبنان واليمن والعراق، أساسها مقاومة الاحتلال ورفض وجوده بالمنطقة العربية.
في الأردن، الدولة الأقرب إل فلسطين، أعلن الشعب الأردني عن تضامنه من خلال المظاهرات ومحاصرة سفارة الاحتلال في عمان، رغم القبضة الأمنية المشددة التي شكلها الأمن الأردني، إضافة لتنفيذ عمليات عسكرية نفذها مواطنون أردنيون، وهم الشهداء، ماهر الجازي، عامر القواس وحسام أبو غزالة.
كان خر هذه العملبات في الأردن، عملية إطلاق نار استهدفت سفارة الاحتلال في عمان ليلة أمس، حيث أطلق شخص لم تحدد هويته النار باتجاه السفارة، قبل أن يطلق عناصر الأمن عليه.
إضافة إلى ذلك أكدت وسائل إعلام عبرية مقتل حاخام صهيوني في الإمارات، بعد أن أعلنت عن اختفاءه لعدة أيام قبل العثور على جثته، فيما أكدت مقتله على خلفية "قومية" فدائية.
تؤكد كافة الأحداث، أن محض تحديات عالمية تواجه الاحتلال باتت تضعه كرمز أساسي للاستعمار والإجرام، يتم رفضه ومواجهته في أي ماكن حول العالم، ضمن صراع بين الحق والباطل، تجاوز كافة الجدليات والإشكاليات، ووضع الاحتلال الإسرائيلي كإشكالٍ عالمي رسمي.
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا